إنّ القناعة كنز لا يُفنى بحسب المقولة الشهيرة. وبالفعل للقناعة أهمية كبرى في الحياة الزوجية، فمن جهة يجب أن يكون الشريكان مقتنعين أحدهما بالآخر كما أنّ المرأة لا بدّ أن تكون لديها قناعة بقدرة زوجها المادّية، فلو كان الشريك من ذوي الدخل المحدود ولا يستطيع تلبية كافّة رغباتها فعليها ألا تتذمر بل من الضروري أن تكون الداعم والعون له فهو بالتأكيد يسعى جاهداً لتأمين متطلبات أسرته، لكن أحياناً تشاء الظروف أن تعاكسه ومن هنا تأتي أهمية تحلّي الزوجة بالقناعة كي تتفادى المشاكل التالية:
طرق ملتوية:
هناك رجال من ذوي النفوس الضعيفة لو استمع إلى زنّ زوجته التي ليس لديها القناعة الكاملة بوضع زوجها الاقتصادي قد يدفعه ذلك بطريقة غير مباشرة لاعتماد طرق ملتوية كي يجلب المال ويؤمن المتطلبات والكماليات إرضاءً منه لزوجته وأيضاً بهدف أن يتخلّص من جوّ النكد الذي يعيشه مع زوجته.
الديْن:
قد يضطر الزوج للجوء إلى الدينْ واستلاف قروض بمبالغ مالية ضخمة لإرضاء زوجته غير القنوع، ما يضعه في مأزق إن استصعب عليه تسديدها فيتأزم وضعه المالي ويسوء أكثر وأكثر ولن تحقق الزوجة بذلك مرادها بل على العكس ستكون هي الدافع لتأزّم هذا الوضع.
النقاش الحادّ:
إنّ الزوجة غير القنوع بطباع زوجها ولا بوضعه المادّي ستكثر من النقاش الحادّ مع زوجها، والمقصود بالنقاش الحادّ هو هذا الحوار الجدلي الذي تستخدم فيه نبرة صوت عالية تمحو أنوثتها مع اعتمادها على ألفاظ سيئة بحقّ الرجل فيحتدم كل منهما ضد الآخر ولن تستفيد هي بدورها من أي شيء بل على العكس تماماً لذا من الأجدر أن تعتمد أسلوب النقاش الهادئ والمدروس مع زوجها.
تكرار المشاكل والمشاحنات:
إنّ هذا النقاش الحادّ بسبب عدم قناعة الزوجة سيكون سبباً لتكرار المشاكل والمشاحنات الزوجية ما يجعل هناك صعوبة في التواصل بين الزوجين وبالتالي سيؤدي إلى نفورهما وخلق برودة في المشاعر بينهما.
التأثير السلبي على الأولاد:
إنّ هذا الوضع سينعكس سلباً على الأولاد ويضعهم في حالة نفسية صعبة أو قد يجعلهم كوالدتهم غير قنوعين ومتطلبين جداً.
ولو كانت الزوجة بالفعل منزعجة وتحتاج من زوجها لتلبية طلباتها أكثر يمكنها إيجاد العديد من الحلول مثل أن تدخل المجال المهني الذي ترغب به لكي يكون لديها مدخولها الخاصّ أو أن تطلب من زوجها أن يعمل كساعات إضافية في وظيفته الأساسية أو مثلاً أن يعمل كدوام ليلي أو حرّ إلى جانب وظيفته التي يجني منها مدخوله الرئيسي.