شعر للوطن

شعر للوطن

Aliaa by 9 Years Ago

الوطن هو الملجأ الأول لكل إنسان، والحب الأهم، وكتب الشعراء في حب الوطن العديد من القصائد والدواوين، بل هناك شعراء تخصصوا في شعر الوطن فقط، واخترنا لك هنا شعراً رائعاًللوطن ويستحق القراءة بالتأكيد.

 

المحتويات:

 

شعر للوطن لفاروق جويدة:

أنـا من سنين لـم أره

لـكن شيئاً ظـل في قـلـبي زماناً يذكـره‏..‏

***

عمي فرج‏..‏

رجل بسيط الحال

لم يعرف من الأيام شـيئاً

غير صمت المتـعبـين

كنـا إذا اشـتدت ريـاح الشك

بين يديه نـلتمس اليقين‏..‏

كـنا إذا غـابت خـيوط الشـمس عن عينـيه

شـيء في جوانحنـا يضل‏..‏ ويستكين

كنـا إذا حامت على الأيام أسراب

من اليأس الجسور نـراه كـنز الحالمين‏..‏

كـم كـان يمسك ذقـنه البيضاء في ألم

وينظـر في حقول القـمح

والفئـران تـسكـر من دماء الكـادحين

***

عمي فـرج‏..‏

يوماً تقلـب فـوق ظـهر الحزن

أخـرج صفحة صفراء إعلاناً بـطـول الأرض

يطلب في بـلاد النـفـط بعض العاملين

همس الحزين وقـال في ألم‏:‏

أسافر‏..‏ كـيف يا الله

أحتمل البعاد عن البنية‏..‏ والبنين؟‏!..‏

لمَ لا أحج‏..‏ فـهل أموت ولا أري

خير البرية أجمعين‏..‏

لمَ لا أسافر‏..‏ كلـها أوطـانـنـا‏..‏

ولأنـنـا في الهمّ شـرق‏..‏ بيننا نسب ودين‏.‏

لـكنه وطـني الـذي أدمى فـؤادي من سنين

ما عاد يذكرني‏..‏ نـساني‏..‏

كـل شيء فيك يامصر الحبـيبة

سوف يُـنسى بعد حين‏..‏

أنا لـست أول عاشق نـسيته هذي الأرض

كم نـسيت ألوف العاشقين‏..

***

عمّي فرج‏..‏

قـد حان ميعاد الرجوع إلى الوطـن

الكـل يصرخ فـوق أضواء السفينة

كـلـما اقـتـربت خيوط الضوءعاودنا الشـجن

أهواك يا وطني‏..‏

فلا الأحزان أنـستني هواك ولا الزمن

عمي فرج‏..‏

وضع القميص على يديه

وصاح‏:‏ يا أحباب لا تتعجبوا

إني أشم عبير ماء النـيل فوق الباخرة

هيا احملـوا عيني على كفي

أكاد الآن ألمح كل مئذنة

تطـوف على رحاب القاهرة‏..

هيا احملوني

كـي أرى وجه الوطـن‏..‏

دوت وراء الأفق فرقـعة

أطاحت بالقـلوب المستكينة

والماء يفتـح ألف باب

والظـلام يدق أرجاء السفينة

غاصت جموع العائدين تناثـرت

في الليل صيحات حزينة

***

عمي فرج‏..‏

قـد قام يصرخ تـحت أشـلاء السفينة

رجل عجوز

في خريف العمر من منكم يعينه

رجل عجوز ...آه يا وطني

أمد يدي نحوك ثم يقطعها الظـلام

وأظل أصرخ فيك‏:‏ أنقذنا‏..‏ حرام

وتسابق الموت الجبان‏..‏

واسودّت الدنيا وقـام الموت

يروي قصة البسطاء

في زمن التـخاذل والتنـطـع والهوان‏..‏

وسحابة الموت الكـئيب

تـلف أرجاء المكـان

***

عمي فرج‏..‏

بين الضحايا كان يغمض عينـه

والموج يحفر قبره بين الشـعاب‏.‏

وعلى يديه تـطل مسبحة ويهمس في عتاب

الآن يا وطـني أعود إليك

تـوصد في عيوني كل باب

لم ضقـت يا وطني بـنـا

قد كـان حلـمي أن يزول الهم عني‏..‏ عند بابـك

قد كان حلمي أن أرى قبري على أعتابـك

الملح كفـنني وكان الموج أرحم من عذابـك

ورجعت كـي أرتاح يوماً في رحابك

وبخلت يا وطني بقبر يحتويني في ترابك

فبخلت يوماً بالسكن

والآن تبخـل بالكفـن

ماذا أصابك يا وطـن

 

شعر للوطن لإيليا أبو ماضي:

 

وطن النجوم أنا هنا * حدَق اتذكر من أنا ؟ 
ألمحت في الماضي البعيد * فتى غريراً أرعنا 
جذلان يمرح في حقولك * كالنسيم مدندنا 

 المقتنى المملوك ملعبه وغير المقتنى 
يتسلق الأشجار لا ضجراً يحس ولا ونى
 ويعود بالأغصان يبريها سيوفاً أو قنا 
ويخوض في وحل الشتاء مهلهلاً متيمنا 
لا يتقي شر العيون ولا يخاف الألسن 
ولكم تشيطن كي يدور القول عنه تشيطنا 

 انا ذلك الولد الذي * دنياه كانت هاهنا 
أنا من مياهك قطرة * فاضت جداول من سنا 
أنا من ترابك ذرة * ماجت مواكب من منى أنا 
من طيورك بلبل * غنى بمجدك فاغتنى
 حمل الطلاقة والبشا * شة من ربوعك للدنى 

 كم عانقت روحي رباك وصفقت في المنحنى
 للبحر ينشره بنوك حضارة وتمدنا 
لليل فيك مصلياً للصبح فيك مؤذنا 
للشمس تبطىء في وداع ذراك كي لا تحزنا 
للبدر في نيسان يكحل بالضياء الأعينا 
فيذوب في حدق المها سحراً لطيفاً لينا 
للحقل يرتجل الروائع زنبقاً أو سوسنا
 للعشب أثقله الندى للغصن أثقله الجنى 
عاش الجمال مشردا ًفي الأرض ينشد مسكنا
 حتى انكشفت له فألقى رحله وتوطنا 
واستعرض الفن الجبال فكنت انت الأحسنا .

شعر للوطن لسعد الياسري:

 

لَوْ كَانَ لِيْ وَطَنٌ؛

لَمَا أَنْهَكْتُ فِي التَّرْحَالِ ظِلِّيَ،

أَوْ تَقَمَّصَتِ القَصَائِدُ رَقْصَةَ الأَفْعَى لِتَعْصُرَنِي، وَ أَفْنَى .. !!

II

لَوْ كَانَ لِيْ وَطَنٌ؛

لَمَا غَادَرْتُهُ سَعْيًا – بِإِحْبَاطٍ - أُتَرْجِمُ لَهْفَةَ النَّاجِينَ،

أَتْبَعُهُمْ كَذُعْرِ الشَّاةِ إِنْ سِيقَتْ أَضَاحٍ لِلْخُرَافَةِ .

كُنْتُ قَبْرًا فِي الـْ (هُنَاكَ) أَخُوضُ تَجْرِبَةَ القِيَامَةْ .. !!

III

لَوْ كَانَ لِيْ وَطَنٌ؛

لأَنْبَتَ رَبُّ هَذَا الكَوْنِ (قُرْآنًا) عَلَى قَلَقِ الشِّفَاهِ .. وَ صِرْتُ آيَةْ..!!

IV

لَوْ كَانَ لِيْ وَطَنٌ؛

لَصِرْتُ كَنَجْمَةٍ تَحْبُو عَلَى سَرْوِ الدُّعَاءِ بِثَغْرِ أُمِّي،

أَنْتَمِي لِلْطِّينِ وَ النَّهْرِ العَتِيقِ،

أُصَدِّقُ البُؤَسَاءَ إِذْ مَا أَقْلَقُوا غَفْوَ الإِمَامِ بِأَنْ: أَغِثْنَا!!

أُشْعِلُ النِّيرَانَ حِينَ يُخِيفُنِي وَهَجُ السَّمَاءِ،

أَسِيرُ فِي وَسَطِ الشَّوَارِعِ؛

لاَ بِرُكْنِ الأَرْصِفَةْ .. !!

V

لَوْ كَانَ لِيْ وَطَنٌ يُلَمْلِمُ خَيْبَتِي الكُبْرَى؛

لَنِمْتُ عَلَى تُرَابِهِ كَالْكَفَافِ عَلَى قُلُوبِ المُعْدَمِينَ.

لَقُلْتُ: دَثِّرْنِي؛ فَلاَ إِخْوَانَ عِنْدِي،

لاَ هُوِيَّةَ، لاَ حِصَانَ،

وَ لاَ حُدَاءَ أَزُفُّهُ صَوْبَ القَوَافِلِ ..

وَ اِتَّخِذْنِي عَابِثًا يَرْعَى المَتَاهَةَ وَ الظُّنُونْ .

لَخَذَلْتُ سَطْوَتَكَ الكَئِيبَةَ يَا جَلِيدْ .. !!

VI

لَوْ كَانَ لِيْ وَطَنٌ .. قَلِيلٌ ؛

مِثْلُ حَظِّيَ .. لَيْسَ أَكْثَرَ،

مَا شَهَقْتُ بِزَيْفِ (أُورُبَّا)،

وَ لاَ يَمَّمْتُ لِلْمَجْهُولِ شَطْرِي .. !!

VII

لَوْ كَانَ لِيْ وَطَنٌ ؛

لَحُزْتُ نُبُوءَةَ المَاضِينَ،

أَوْ أَخْبَرْتُ قَوْمِيَ كَيْفَ يَلْعَقُ (إِرْمِيَا) نَدَمَ (المَرَاثِي)،

أَوْ رَكَضْتُ مَعَ الوُعُولِ ..

لِنَشْوَةِ الفَصْلِ الأَخِيرْ .. !!

VIII

لَوْ كَانَ لِيْ وَطَنٌ ؛

لَمِتُّ قُبَيْلَ أَنْ تَذْوِي بِحَنْجَرَتِي الكَمَنْجَةُ،

أَوْ تَنَامَ قَصِيدَتِي،

أَوْ رُبَّمَا حَتَّى قُبَيْلَ وَفَاةِ آخِرِ مُلْهِمَةْ .. !!

IX

لَوْ كَانَ لِيْ وَطَنٌ ؛

سَأَعْرِفُ كَيْفَ أَقْرَأُ سُورَةَ الرُّمَّانِ دُونَ الخَوْفِ مِنْ عَسَسِ الإِلَهْ .. !!

X

لَوْ كَانَ لِيْ وَطَنٌ ؛

سَأَكْتُبُ حُزْنَ عَيْنَيْهِ اِنْتِحَارًا،

ثُمَّ أَشْنُقُ غُرْبَةَ الصَّفْصَافِ فِي طِينِ السَّفَرْ .

لَكِنَّ لِي جُرْحًا كَبِيرًا – لاَ أَرَاهُ -،

أُحِبُّهُ ؛ وَ خَشِيتُ أَنْ أَنْسَاهُ يَوْمًا ..

رُحْتُ أَنْقُشُ نَزْفَهُ فِي جَوْفِ أَضْلاَعِي :

عِـ ..... ـرَ ا قْ .. !!

 

مراجع:

adab.com

adab.com

adab.com

 

 

 

 

إضافة التعليقات

.