إنّ العدو الأول للحياة الزوجية السعيدة هو الرتابة، الملل، أي الروتين، فهو يدمّر العلاقة الزوجية الناجحة ويجعل الشريكين معرّضين دوماً للمشاكل والخلافات، وكثيراً ما يجري الحديث عن وجوب التخلص من هذا الملل لكن الأجدر هو معرفة أسباب هذا الروتين لمحاربته والتخلص منه قبل أن يهدّد السعادة الزوجية وقد يوصل إلى البرود والفتور العاطفي وربما إلى الطلاق إذا تفاقم الوضع عن حدّه. فما هي أسباب الملل الزوجي؟
عندما تكون الحياة تقليدية بمعنى ألا يكون هناك ما هو جديد فيها كأن تستمرّ حياة الزوجان ضمن وتيرة معينة وتمرّ الأيام متشابهة، هنا يكمن دور الزوجة في ابتكار المفاجآت الرومانسية لإضافة السعادة والمرح من خلال نشاطات معينة يمكنكما القيام بها بمفردكما أو مع الأولاد وذلك يساعدكما في التخلص من الروتين.
كثير من الأزواج أو الزوجات يظنون أنهم ارتبطوا بالشخص المثالي الذي يساعده على تحقيق الأحلام والطموحات لكن حين تمرّ السنوات بعد الزواج يكتشف الشريك أنه على خطأ فيظل يبحث عن المثالية مع شريكه ما يقحم الحياة الزوجية في الروتين القاتل، لذا يجب تغيير أسلوب التفكير في هذا الخصوص فليس هناك شخص كامل ويجب أن نتوقّع ذلك بعد الإقدام على خطوة الزواج.
إنّ الانهماك هو سبب من الأسباب الرئيسية للملل في الحياة الزوجية فمثلاً انشغال الزوج عن زوجته بسبب عمله طيلة الوقت وقلة أيام إجازاته أو إذا انهمكت الزوجة عن الشريك بسبب تربية الأولاد ومسؤوليات المنزل، هذا عدا عن عملها خارج المنزل إذا كانت موظفة ولديها دوام عمل، كل هذه الانشغالات تسبّب الروتين في حياة الشريكين بل وأكثر قد تتعدّاها لتطال الخلافات الزوجية التي تؤدي إلى الانفصال.
من أسباب الرتابة في الحياة الزوجية هو عدم تقدير جهود الآخر، بمعنى أنه كلما حاولت الزوجة على سبيل المثال اختلاق أفكار جديدة ومفاجآت لمحاربة الروتين قد تجد زوجها لا يقدّر ذلك، ما يجعلها تفقد الرغبة في السعي وراء التخلص من الروتين لإسعاده ونيل رضاه، والعكس صحيح أيضاً لدى الزوج فهذا من شأنه أن يسبّب بالروتين، لذا من المهم جداً أن يثني الشريك على جهود الطرف الآخر كلما شعر بأنّه يتحلى بحب العطاء وبذل كل ما بوسعه لجعل حياتهما بأفضل وصورة والقيام بواجباته على أكمل وجه.