تتخلل الحياة الزوجية مراحل عديدة، فمرحلة السنة الأولى من الزواج تختلف عن مرحلة إنجابك طفلكما الأول، وهنا تتبدل المسؤوليات والاهتمامات والأولويات ومهما زادت الأعباء على عاتق الزوج كالمستلزمات المادية يبقى للأم الدور الرئيسي في هذه المرحلة فتهتم بطفلها على حساب اهتمامها بنفسها وبزوجها، فكيف تتجنبين إهمال نفسكِ وزوجكِ بعد الولادة؟
بالتأكيد بعد الولادة ستشعرين بمسؤولية جديدة وقعت على عاتقك ستسبب ضغطاً عليك، وقد تقعين هنا في مأزق ترتيب أولوياتك، فتشعرين بأنّ مولودك الجديد هو الأجدر باهتمامكِ من زوجكِ، لكن هذا التفكير خاطئ وقد يشعر زوجك بإهمالكِ نفسكِ وإهمالِه مقابل اهتمامك بطفلك، وهنا يجب ترتيب أولوياتك بالتوازن دون إهمال أحد على حساب الآخر.
إن ترتيب أولوياتك لا يكفي دون تنظيم وقتك خاصة إن كنتِ تكملين دراستك الجامعية أو لديك دوام عمل بمقابل مسؤولية الأمومة الجديدة عليك، لذا يجب تنظيم وقتك وتقسيمه لتستطيعي التوفيق بين كافة مسؤولياتك دون أي إهمال.
إن اهتمامك الشخصي بجمالك وأنوثتك سيزيدك ثقة بنفسك مهما كانت ظروفك، وبالتالي لن يضطر زوجك لاتهامك بإهمال نفسك ومظهرك، كما أن الاعتناء الشخصي بذاتك ليس فقط على الصعيد الخارجي لمظهرك بل أيضاً يجب الاهتمام بصحتك، فمن الطبيعي أن تكوني في هذه المرحلة بعد الإنجاب وأثناء الرضاعة بحاجة إلى اتباع أسلوب غذائي معيّن يساعدك على توفير النشاط والحيوية وهذا أيضاً يساعدك على عدم إهمال نفسك.
قد يكون الزوج بطبعه أنانياً فلا يشعر بمسؤولياتكِ الجديدة التي تسبّب لك العناء والجهد ما يدفعه لاتهامك بإهماله بعد الولادة دون أن يتفهّم ظروفك، وهنا حاولي التقرّب من زوجك ومحادثته عن كل الأمور التي تدور في ذهنك وتُربِكك لكي يتفهّم وضعك الجديد واطلبي منه المساعدة فسيشعر الشريك بأنه يجب عليه تحمّل جزء من هذه المسؤولية للتخفيف عنك عوضاً عن لومك بالإهمال.
كثيراً من الأمهات يشعرن بالتقصير في واجباتهن تجاه مولودهن الأول، فتبالغ المرأة في الاهتمام بطفلها على حساب زوجها، وهذا ما سيشعر زوجك بإهمالك له، لذا كوني راضية دوماً عمّا تقومين به من واجبات بدون أيّ مبالغة، وخصصي بعض الوقت لزوجك، فمثلاً حينما ينام طفلك لا تستسلمي لإرهاقك وتخلدي إلى النوم بل اغتنمي الفرصة وانفردي بزوجك وقدّمي له الاهتمام.