يقال ان الحب يمكن أن يبدأ من النظرة الأولى و لكنه لا يستمر دوماً للنهاية، فالمشاعر تتغير و القلوب تنكسر و الحب يقل و قد ينتهي لو تغير الطرف الآخر. للأسف صرنا نسمع الكثير عن قصص حب لم تكتمل و لم يكتب لها النجاح بسبب أحد الطرفين أو لظروف خارجة عن اردتهما معاً.
قصص الحب القديمة، لها طابع مختلف

لو عدنا الى الزمن القديم و بحثنا عن قصص الحب لوجدنا الكثير من القصص الحقيقية التي اثبت فيها الطرفين أو أحدهما حبه للآخر بكل الطرق الممكنة، رغم العوائق الكثيرة التي قد تهدد علاقتهما سوياً. على سبيل المثال عندما نقرأ قصة حب روميو و جولييت الكلاسيكية القديمة قد لا نصدق من روعتها انها حقيقية و لكنها بالفعل حقيقية و مازلت تتكرر بعض الأمثلة الغير مشهورة مثلها حتى اليوم.
التفاصيل الكاملة لقصة حب ابن زيدون لولادة بنت المستكفي

من يتذكر الأدب الأندلسي لابد ان يمر على ابن زيدون الشاعر العظيم و معروف للجميع ان سبب ابداعه الادبي المتميز هو حبه لولاده بنت آخر خليفة من الخلفاء الامويين في القرن الـ 11 الميلادي. كان لولادة مجلش في قرطبة تجمع فيه المثقفين و الشعراء الذي كانوا يزورونها بصورة دورية، و كان ابن زيدون منهم بالطبع لمكانته المرموقة في ذلك الوقت، فهو ابن أسرة المخزومي المعروفة و منذ أول لقاء لهما بدأ نبض الحب في قلوبهما فتبادلوا الرسائل الشعرية التي تكشف ما تحمله قلوبهم من مشاعر و تم اللقاء المنتظر الأول في حديقة في قرطبة، و لكن عيون الحاسدين و قلوب الحاقدين لم ترحمهم و بسبب الاضطرابات السياسية في ذلك الوقت و الضغط العصبي على الجميع غضبت ولادة من ابن زيدون في أحد المرات عندما تحدثت جارية ولادة و سمعها ابن زيدون فطلب منها ان تعيد الحديث مرة آخرى، فظنت ولادة انه يغازلها و هناك بعض الأقوال تقول ان سبب القطيعة بينهما هو انتقاد ابن زيدون لأحد ابيات الشعر التي كتبتها ولادة مما أزعجها كثيراً و استغل الفرصة وزير كان يحضر مجلسها اسمع ابن عبدوس ليتقرب منها و يتودد لها، و حاول التفريق بينها و بين ابن زيدون بكل الطرق الممكنة و أرسل لها رسالة يتكلم فيها عن مكانته المرتفعة و منزلته، فأرسل ابن زيدون رسالة هزلية يسخر منه و انتشرت هذه الرسالة بين الناس مما نفر ولادة أكثر منه و رغم انه حاول الوصول لها بطرق عديدة و الاعتذار لها و توضيح موقفه الا انها كانت ترفض ذلك بشدة و دخل ابن زيدون السجن و عانى الكثير من حياته فيما بعد، و لكنه لم يتوقف عن الكتابة لها بأنامل ذهبية أروع كلمات الشعر و ظل لآخر عمره يحن لحبه الأول و عاشقاً لولادة.
تعرفوا أكثر عن القصة الكاملة لحب عنترة ابن شداد و عبلة.