ما تفسير اللعن في المنام

يقول ابن سيرين أن من رأى في المنام أنه لاعن زوجته دل على الحنث والشبهة في النكاح والمكسب، وبشكل عام فيقول المفسرون أن اللعان ربما يدل في معناه الأوسع على البعد والطرد لأن ذلك من أصل اللعان. وهناك فرق بين اللعن واللعان في الشريعة الإسلامية، فاللعان لغة: مصدر لاعَنَ، مأخوذ من اللعن وهو الطرد والإبعاد. وشرعا هو شهادات مؤكدات بالأيمان، مقرونة باللعن من جهة الزوج وبالغضب من جهة الزوجة، قائمة مقام حد القذف في حق الزوج، ومقام حد الزنا في حق الزوجة. وسُمِّي اللعان بذلك؛ لقول الرجل في الخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين، ولأن أحدهما كاذب لا محالة، فيكون ملعوناً.

ولقد جاء في الأثر وتحديداً كتاب تعطير الأنام في تعبير المنام للنابلسي، وهو ثاني أشهر مصنف عربي في تعبير الرؤيا أن الشتم واللعن في المنام يدلان على ذل للمشتوم ورفعة للشاتم باستثناء شتم الوضيع لصاحب القدر الرفيع، ذلك أن شتم الوضيع لصاحب المنزلة الرفيعة يدل على محنة قد تحل بالشاتم من قبل المشتوم.

ومن الممكن أن يدخل تفسير هذا الحلم ضمن تفسيرات رؤية الإهانة لكون اللعن جزءا منه، فالإهانة في العمل أمام الآخرين باللعن تدل على غش صاحب الرؤيا وإصدار قرارات منه على أساس أنها من صاحب العمل. ومن رأى زملاءه يسخرون منه ويهينونه في المنام فهم يكشفون خبثه ودجله. ورؤية التعرض للإهانة في السوق من بائع تدل على غشه وخداعه. ومن رأى أنه يتعرض للإهانة في مدرسة فهو يتعامل بالسحر والشعوذة. ومن تعرض للإهانة في مسجد أو مكان عبادة في المنام فهو يتقوَّل على الله. ومن رأى نفسه يتعرض للإهانة وهو على سفر يمشي في ظلمات الغي والجهل. ومن رأى أنه يتعرض لإهانة من رجال الشرطة  في الحلم فهو يشتم الذات الإلهية والعياذ بالله. ومن تعرض للإهانة من العسكر أو الأمن في المنام يجحد بالله ونعمة الأمن والأمان. أما من رأى أنه يتم تصويره وهو مهان فهو يخدع الناس بدجله.

وتحت هذا الحلم أيضاً سب ولعن الدين أو لعن الله، ففي قول كبار مفسري الأحلام أن سب الله في المنام والعياذ بالله يدلّان على عمل الكبائر وارتكاب الآثام العظيمة وقد يدلّ سب الرب في الحلم على عدم رضا الرائي بما قسمه الله تعالى له من رزق ويزيده الله رهقاً، ومن سب الله في الحلم عمداً فهو جاحد بالحق ومتبعٌ للباطل، أما من رأى أنه سب الله بدون قصد في المنام فإنه يسهو عن الطريق السوي ومنهج الحق، وسب الله في الحلم يدل على التجبر والطغيان.