دائما ما نسمع عبارة هذا الشخص قدوتي في الحياة؛ إذ أصبح الكثير من أفراد المجتمع يتخذون من شخصيات معينة قدوة لهم؛ فيتابعون أخبارهم لمعرفة أدق تفاصيل حياتهم. كذلك نجد في الحياة القدوة الحسنة والقدوة السيئة. في هذا المقال نستعرض تعريفا للقدوة الحسنة والسيئة بالنماذج.

تعريف القدوة الحسنة

تتمثل القدوة الحسنة في الشخص والمثال الأعلى الذي يُقتدى به والنموذج المثالي في تصرّفاته وأفعاله وسلوكه، بحيث يُطابق قوله عمله ويُصدّقه، ويكون القدوة بالنسبة لأتباعه مثالاً سامياً وراقياً، فيعملون على تقليده وتطبيق نهجه وحذو حذوه. وينبع تقليدهم إياه من الإرادة والقناعة الشخصيّة للمقتدي، لا بالضغط الخارجي أو الإلزام من جهة القدوة بذلك، والهدف من اتباع القدوة الرقي لأعلى مستوى من الأخلاق والتعامل والعلم.

تعريف القدوة لغة واصطلاحا

القدوة يجب أن تعمل على تحقيق ما تريده من الآخرين في نفسها أولاً، فمن غير المعقول إصلاح الشخص لغيره وهو فاسدٌ متبعٌ لأهوائه غير منضبطٍ، فعليه أن يتابع نفسه على الدوام ويراقبها ويقوّم اعوجاجها، ويعيدها للصراط المستقيم كلما شردت، وبالأخص لا بد له من إخلاص نيته لله تعالى، فبصلاح النيّة وإخلاصها يَصلُح العمل وينجح.

تعريف القدوة السيئة

تُعرف القدوة السيئة بأنها الاقتداء بأهل السوء، ومتابعتهم، والتأسي بهم في فعل السيئات وترك الحسنات، وهو تقليد مذموم يقود صاحبه إلى الإعراض عن الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فأهل الكفر جعلوا أصل احتجاجهم على عدم تصديق ما جاءت به الرسل، أنه لم يكن عليه أسلافهم، ولا عرفوه منهم؛ لذا ذمَّه الله عز وجل في كتابه الكريم؛ قال الله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ ﴾ الزخرف: 23.

تعريف القدوة المطلقة

القدوة الصالحة والمطبّقة قولاً وعملاً للنهج الصحيح تجعل من الآخرين يسيرون على الطريق نفسها، ولا سيّما عند الشدائد والمحن، فعندما تثبت القدوة ولا تزول؛ تكون المثل الأعلى وتكبر في النفوس وتعظم، وكم من شخصٍ كان يعدّ قدوةً، لكنّه سقط عند حلول الفتن فخالف قوله واعتقادُه عملَه، ونطق بكلمةٍ أريد بها باطل، أو تصرّف تصرّفاً خالف الصواب، فسقط من أعين الناس وخابت ظنونهم به.

تعريف القدوة أهميتها ونماذج منها

توفِّر القدوة الكثير من الوقت والجهد على الوالدين في تربية أبنائهم ومحاولة غرس السلوكيات الجيدة فيهم. فعندما يختار الطفل القدوة الجيدة فإنه يقلِّدها في سلوكياتها. إنتاج أفراد يتسمون بالسلوكيات والصفات الجيّدة مثل المثابرة على العمل والنجاح بعيداً عن الصفات السلبية وغير الجيدة. بناء مجتمع متماسك وقوي يستطيع مواجهة التهديدات الخارجية.

ان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الشخصية الأولى في تاريخ البشرية التي تُعتبر القدوة الحسنة في جميع ظروف الحياة وجوانبها. فهو الذي استطاع أنْ يبلِّغ رسالة ربه عز وجل بإخلاصٍ وأمانةٍ، واستطاع أن يكون القائد الناجح للناس في السلم والحرب، وكان القاضي العادل والمرشد الحكيم.