
الخلق الحسن من أكثر الأشياء التي دعانا ديننا الإسلامي الى أن نتصف بها. عن أبي ذَرٍّ جُنْدُبِ بْنِ جُنَادةَ، وأبي عبْدِالرَّحْمنِ مُعاذِ بْنِ جبلٍ رضيَ اللَّه عنهما، عنْ رسولِ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم، قَالَ: اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ واتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحسنةَ تَمْحُهَا، وخَالقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسَنٍ رواهُ التِّرْمذيُّ، ويقول أيضا في حديث نبوي آخر " كثر ما يدخل الناس الجنة، تقوى اللّه وحسن الخلق"، ومن هنا جاء التأكيد على ضرورة التحلي بالاخلاق الحسنة في أكثر من موضع.
صفات حسن الخلق
الصفات التي يجب أن نتحلى بها في حياتنا اليومية، وتأثيرها في الاشخاص المحيطين بنا، يمكن أن نتعرف اليها خلال السطور التالية:
- في مقدمة الصفات التي يتصف بها حسن الخلق الكلام الطيب، فنتحرى الطيب من القول مع عدم التلفظ بأي بذاءة في القول أو الفعل. وعلى الرغم من أن هذا من الأمور الصعبة جدا خلال هذا الزمن، إلا أن التمسك بهذه الصفات من الفضائل.
- بشاشة الوجه والميل إلى مقابلة الناس بالابتسامة والوجه البشوش والابتعاد عن العبوس الذي يعمل على نفور الناس من الشخص، وكلها من الأشياء التي يجب أن نتصف بها في معاملاتنا خلال العمل، فينبغي أن نقابل زملاءنا بالابتسام خلال الصباح مع قول صباح الخير وتمني يوم سعيد لهم.
صفات حسن الخلق في الإسلام
أتت شريعة الإسلام حينما أرست أسس وركائز منهج رباني شامل يسعى لإصلاح جميع جوانب الحياة الإنسانية، ومن بينها الجانب الأخلاقي. فقد بعث الله نبيه محمد عليه الصلاة والسلام في قوم كانوا في جاهليةٍ عمياء، لا يتورعون عن المنكرات، ولا يرتدعون عن مساوئ الأخلاق، فزكى أنفسهم، وأصلح أحوالهم، وكان لهم القدوة والأسوة الحسنة في السلوك والعمل. يتمثل فضل حسن الخلق في الإسلام في ما يأتي:
- مضاعفة الأجر، صاحب الخلق الحسن يحصل على الأجور المضاعفة، والدرجات العليا نتيجة حسن خلقه وتعامله مع الناس. ففي الحديث الشريف عن الرسول عليه الصلاة والسلام (إن المؤمنَ لَيُدْرِكُ بحُسْنِ خُلُقِه درجةَ الصائمِ القائمِ.) [صحيح أبي داود]
- دلالة على الخيرية، من معايير تفضيل المسلم على أخيه المسلم في الإيمان معيار حسن الخلق، فكلما كان المؤمن ملتزماً بالأخلاق الحسنة في حياته ارتقى في سلم التقوى ودرجات الإيمان.
- القرب من النبي عليه الصلاة والسلام، أحسن المسلمين خلقاً هم أقرب الناس مجلساً إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام يوم القيامة .

صفات تدل على حسن الخلق
- من صفات حسن الخلق أيضا الصبر على أذى الناس والاساءات المتكررة منهم، فلا ينبغي علينا مقابلة الاساءة بإساءة أكبر منها، فهذا يجعلنا مثلهم.
- العمل على الإحسان إلى الناس حتى مع من قابلوا إحساننا بسوء المعاملة، كما ينبغي العمل على عدم إيذاء البشر، وكف الشر عنهم.
- محاولة بذل المعروف والعطاء والكرم مع الخَلق، وتقديم الاحسان للفقراء والمساكين ومن يحتاج إلى المساعدة، والبعد عن الغضب والحقد الذي يغير من شخصية الفرد إلى الاسوأ، فضلا عن ضرورة المحافظة على الهدوء النفسي وتهذيب الذات للتعامل مع كل المواقف، خاصة تلك التي يحاول البعض فيها اخراج أسوأ ما فينا من صفات.
أنواع حسن الخلق
تقسم الأخلاق البشريّة باعتبار مَن تُمارَس معه إلى أقسامٍ عديدةٍ، يأتي بيانها على النحو الآتي:
- الخُلُق مع الله؛ ويقصد به القواعد والمبادئ التي تحكم وتنظّم علاقة العبد بربّه، وما يندرج تحتها من آدابٍ وسلوكاتٍ وممارساتٍ ظاهرةٍ وباطنةٍ، وترجع الأقسام الأخرى إلى هذا النوع من الأخلاق؛ فجميع ما يصدر عن الإنسان يخضع لحكم التشريع الإسلاميّ، ونابعٌ من مقام عبوديّته لله تعالى.
- الخُلُق مع النّفس؛ وهو ما يلتزم به العبد تجاه نفسه من الأخلاق، وما يدرّب نفسه عليه من التهذيب والتزكية.
- الخُلُق مع الخَلق؛ وهو الذي يُعنى بما يلتزم به العبد في تعامله مع الآخرين من الأخلاق والسلوكات، والقواعد التي تضبط علاقته مع غيره. تندرج تحت هذا القسم من الأخلاق أبوابٌ كثيرةٌ في التعامل مع الخلق، منها: التعامل مع الأنبياء والمرسلين، والتعامل مع المسلمين والكافرين، والتعامل مع الوالدين، وغير ذلك ممّا يشمل جميع ما خلقه الله تعالى.