
النفاق من أكثر الامراض المجتمعية التي نهانا عنها الدين الإسلامي، سواء كانت من خلال الموعظة فى السنة، أو النهي والتحريم لمن يحظى بصفة من صفات المنافقين فى القرآن الكريم، وهو الكتاب الذي أنزله الله عز وجل على عباده وجعل فيه دستورا للعلاقات الانسانية المتبادلة بين الناس، وتوعد فيه بالعذاب الكبير للمنافقين.
كيفية التعامل مع المنافقين الذين قد نصادفهم في حياتنا اليومية، والآلية التى وضعها الدين الإسلامي لتجنب الوقوع في الشرك الخاص بهم، نقرأها خلال السطور التالية.
كيفية التعامل مع المنافقين في الاسلام
أوفى النبي صلي الله عليه وسلم وصف المنافقين في حديثه الشريف: أربع خلال من كانت فيه كان منافقا خالصا : من إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر . ومن كانت فيه خصلة منها كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها، وأكد لأصحابه أن من يتصف بأي صفة من تلك التي أتى على ذكرها سيكون مصيره النار وبئس المصير.
كيف تعامل الرسول مع المنافقين
عن عبدالله قال: من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن. فإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى. ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم. ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم. وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة. ويرفعه بها درجة. ويحط عنه بها سيئة. ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق، معلوم النفاق. ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف.

قصص المنافقين مع الرسول
قدم النبي المدينة، وقد أجمع الأوس والخزرج على تمليك عبد اللَّه بن أُبيّ، ولم يختلف عليه في شرفه اثنان، ولم تجتمع الأوس والخزرج قبله ولا بعده على رجل من أحد الفريقين، وكانوا قد نظموا لـه الخرز، ليُتَوِّجوه ثم يملِّكوه عليهم، فجاءهم اللَّه – تعالى – برسول اللَّه وهم على ذلك، فلما انصرف قومه عنه إلى الإسلام امتلأ قلبه حقداً وعداوة وبغضاً، ورأى أن رسول اللَّه قد استلبه ملكه، فلما رأى قومه أبوا إلا الإسلام، دخل فيه كارهاً مصراً على النفاق والحقد والعداوة ولم يأل جهداً في الصد عن الإسلام، وتفريق جماعة المسلمين، والذب عن اليهود ومساعدتهم.
وقد ظهرت مواقفه الخبيثة في معاداته لدعوة الإسلام، ولكن عن طريق التستر والنفاق، وقد كان النبي يقابل عداوته بالعفو والصفح والحلم؛ لأنه يُظهر الإسلام؛ ولأن لـه أعواناً من المنافقين، هو رئيسهم وهم تبع لـه، فكان يحسن إليه بالمقال والفعل، ويقابل إساءته بالعفو والإحسان.
كيف اتخلص من الشخص المنافق
يمكن أن نتجنب الوقوع في شرك النفاق من خلال عدم طاعة المنافقين أو الاستماع لحديثهم وعدم تصديق أي قول يقولونه، وقد يحاول البعض وعظهم والعمل على هدايتهم إلى الطريق الصحيح، لكن إذا لم يستجيبوا لذلك فيجب الابتعاد عنهم على الفور.
لا بد من تجنب الأمور الجدلية التي يخترعون الحديث فيها، كما يجب عدم الدفاع عنهم لا بالقول ولا بالفعل.
تجنب مجالستهم أو اتخاذ أي منهم صديقاً، لقول الله عزّ وجلّ: "فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ"، فلا يجب مخالطتهم على الاطلاق، وإن تحتم علينا الوجود معهم في المكان نفسه، يجب ألا يتم اعطاء المنافق الاهتمام المناسب أمام الحشود.