
عادات العقل
خلق الله الإنسان وميزه بالعقل، وبشكل عام يُعرف العقل في علم النفس على أنه الجزء الذي يفكر ويختبر المشاعر كالاستمتاع، والانزعاج، والقلق، والحب، والكره، وهناك اختلاف وفرق بين العقل البشري والغريزية الحيوانية، التي تستجيب إلى أي محفز مادي وجسدي، فمعظم الاستجابات البشرية تكون تحت سيطرة العقل، إذ يوجد أدلة على أنه يمكن التعديل و التغيير على بعض الوظائف ذاتية الحركة في الجسم البشري، مثل: دقات القلب وغيرها.
وتظهر الأبحاث والدراسات أن الأشخاص الناجحين في كل مناحي الحياة يظهرون خصائص عقلية ومعرفية وشخصية مميزة، وهذه الخصائص هي التي قدمها للعالم المربيان الشهيران آرثر كوستا وبنيا كاليك وأطلقا عليها عادات العقل. وهي تمثل الانماط المختلفة من التفكير والتصرف بطرق ذكية عند مواجهة المشكلات والأزمات في الحياة.
مقياس عادات العقل
قام كوستا وكاليك بوضع مقياس معتمد لعادات العقل الفاعلة، حيث تم تصنيفها إلى ثلاث فئات هي تنظيم الذات والتفكير الناقد، والتفكير الابتكاري.
أما عن القسم الأول وهو تنظيم الذات، فهو يعني أن يكون الفرد على وعي بتفكيره، ويضع خططاً فعالة وأن يكون على وعي بالمصادر الضرورية لتنفيذ ذلك الوعي بحيث يقوم باستخدامها.
أما القسم الثاني فهو التفكير الناقد، ويمكن تعريفه بأنه قدرة الفرد على أن يكون دقيقاً وفي سعي دائم للدقة والكمال، وكما يجب أن يكون متفتح العقل حتى يستطيع فهم الفروق.
وأخيراً التفكير الابتكاري وهو أن يتجاوزالفرد حدود معرفته وقدراته ويتحداها ويوسعها، ويكون له معايير خاصة للتقويم وأن يثق فيها ويحافظ عليها.
برنامج عادات العقل

يختلف الدماغ عن العقل، فالدماغ يعتبر جزءاً مرئياً فهو العضو المادي الأكثر ارتباطاً بالعقل والوعي، أما العقل فهو غير ملموس، وهو عالم يتجاوز حدود الفكر والشعور والسلوك، والاعتقاد، والخيال، كما أن من أهم الفروق بينهما أنّ العقل غير مقيّد بالدماغ، فالذكاء العقلي يتغلل في كل خلية من خلايا الجسم، وليس فقط الدماغ، ويتمتع العقل بقدرة هائلة على التحكم بجميع أنظمة الجسم.
وفي علم النفس يشبه العالم الأمريكي هوريسمان التدريب على عادات العقل بأنه يشبه الحبل الذي تُنسج خيوطه وفي النهاية لا تستطيع قطعه، وهكذا يعرف عادات العقل بأنها عملية تطويرية تدريبية تُكتسب بالتمرين والممارسة لتؤدي في النهاية إلى إنتاج معرفي متين.
ولقد أكدت الدراسات أهمية تنمية العادات العقلية لدى الطلاب والاهتمام بدمج عادات العقل أثناء التخطيط للتدريس، فعادات العقل بصفة عامة تؤكد حب الاستطلاع والمرونة وطرح المشكلات وصنع القرارات والتصرف المنطقي والإقدام على المخاطر مما يدعم الفكر النقدي ويساعد على تنمية المهارات العقلية وتعلم أي خبرة يحتاجها التلاميذ في المستقبل. وفي المعتاد تهتم المدارس والجامعات باعداد برامج متخصصة يكون من شأنها تنظيم هذا والعمل على تحفيز العقل للوصول به إلى درجة العمل والاستفادة القصوى.