مدينة إرم ذات العماد
ذكرت هذه المدينة في القرآن الكريم بصفتها مسكن قوم عاد، حيث قال تعالى «ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد وثمود الذين جابوا الصخر بالواد وفرعون ذي الأوتاد الذين طغوا في البلاد». فربط الله في عظمتها مع قوم ثمود الذين كانوا يحفرون البيوت في الصخر. والعماد هي: عماد بيوت الشعر، ويُقصد بها القبيلة، وقيل إنَّ عماد بيوتها كناية عن طول أجسام قوم عاد، حيث قيل في صخر: "رفيع العماد طويل النجاد"، حيث يدل طول الأجسام على قوة أصحابها.
قصة ساكني تلك المدينة تتحدث عن أن عاد هم أحد الشّعوب العربيّة التي سكنت في المنطقة الممتدة ما بين اليمن وعُمان، وأرسل الله لهم هوداً نبيّاً، وقد كان قوم عادٍ يعبدون الأصنام، واتّخذوا من ثلاثة أصنام آلهةً لهم هم صداء وصمود والهباء، وعندما جاء النبي هود طالبهم بترك عبادة الحجارة، ودعاهم لعبادة الله لاتّقاء عذاب يوم القيامة، فقابله قومه بالاحتقار، ووصفوه بالسفيه والكاذب والطائش، واستمرّوا منغمسين في شهواتهم ورفضوا الاستجابة لدعوته، فغضب الله عليهم وأرسل الله عليهم ريحاً عاصفةً محملةً بالأتربة والغبار أبادتهم عن آخرهم، باستثناء النبي هود وكل من آمن معه.
أين تقع مدينة إرم ذات العماد
اختلف الناس في موقع مدينة إرم ذات العماد، فقيل أنها تقع في صحراء الربع الخالي، ولم يصدق الواقع هذه المدينة، حيث قال قوم إنَّ الله خسفها ولم يعد لها وجود، وقيل إنَّ شداد بن عاد بنى هذه المدينة في بعض صحارى مدينة عدن. كما قال البعض أن إرم ذات العماد هي دمشقُ أو الإسكندرية، وذهب آخرون إلى أنّها جبل رام بالأردن، وقال البعض إنّها مدينة أوبار في سلطنة عمان، إلا أنّ أبحاثاً تحدثت عام 2002 ميلادي عن عدم صحة هذا التّوجه؛ ثم جاءت الكشوف الأثريّة في الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين بالكشف عن مدينة إرم في ظفار التي تبعد 150 كيلو مترٍ شمال مدينة صلالة جنوبَ سلطنة عُمان، و80 كيلو مترٍ من مدينة ثمريت. لكن لا أحد يعرف ما إذا كانت تلك المعلومة نهائية أم سيتم إكتشاف مكان آخر لها.
مساحة مدينة إرم ذات العماد
لم يذكر وصف واضح لمساحة تلك المدينة، ولكن يقال أن قصورها كانت من الذهب والفضة، وأساطينها من الياقوت والزبرجد، هذا بالإضافة إلى وجود أنواع عديدة من الأشجار والأنهار الجارية، وبعد الانتهاء من بنائها ذهب إليها شداد بأهل مملكته، ثمَّ بعث الله تعالى عليهم عذاباً فهلكوا كلهم، ولكن شداد ومن معه لم يدخلوا هذه المدينة قبل هلاكهم، وبالتالي صار خبر هذه المدينة، وخبر ملكها من آيات الله تعالى في بلاده وعباده.