مدينة مرو
مَرْو أو كما تعرف قديمًا بمرو الكبرى؛ أو مرو الشاهجان ليتم تمييزها عن مرو الروذ، هي عاصمة منطقة ماري في تركمانستان في آسيا الصغرى، وتعني كلمة مرو بالفارسية المرج، بينما يعني إسم المدينة بالكامل مرو الشاهجان باللغة العربية مرج نَفَس الملك. ولقد أصبحت المدينة طبقاً لمنظمة اليونسكو من مواقع التراث العالمي. الغريب أن سمعة المدينة في الأدب العربي ليست جيدة المعنى، حيث يضرب العرب بأهلها المثل في البخل، فحين يقول العربي أنك من أهل مرو فهو يعني أنك بخيل.
أين تقع مدينة مرو
تقع مدينة مرو في دولة تركمانستان على ضفة نهر المرغاب، في المنطقة الجنوبيَة الشرقيَة منها. وبشكل عام فتركمانستان دولة آسيوية تحدها دولة أفغانستان من جهتها الجنوبيَة الشرقيَة، وإيران من جهتيها الجنوبيَة والجنوبيَة الغربيَة، بالإضافة إلى أوزباكستان من جهتها الشرقيَة والشماليَة الشرقيَة، وبحر القزوين من الغرب، بينما تحدها كازاخستان في الجهتين الشماليَة والشماليَة والغربيَة.
مساحة مدينة مرو
يقال انها كانت أكبر مدن العالم المعمورة من حيث المساحة في القرن الثاني عشر الميلادي. وبين عامي 1145 و1153 ميلادي، اعتبرت أكبر مدينة في العالم من عدد السكان حيث فاق عدد سكانها 200000 نسمة.
تاريخ مدينة مرو
ذاع صيت المدينة في التاريخ الإسلامي كأحد مراكز الجهاد في بلاد ما وراء النهر، حيث دخلت الإسلام بعدما فتحت على يد الأحنف بن قيس. لكن الحادثة الفارقة في تاريخها وقت الإسلام كانت حين أعلن أبو مسلم الخراساني بدء السلالة العباسية في مرو، فأعادت تأسيسها واستخدامها كقاعدة لبدأ التمرد على الخلافة الأموية. وبعد استقرار العباسيين في بغداد، استمر أبو مسلم في حكم مرو كأمير شبه مستقل حتى اغتياله في نهاية المطاف. وكذلك كان مركز خراسان أيام كان المأمون فيه، واستمر كذلك إلى أن نقل الطاهريون مركز خراسان منها إلى نيسابور. كما مرت مدينة مرو بظروف عصيبة وقت قدوم المغول التتار إلى البلدة، حيث دمروها عام 617 هجرية وحرقوا الخزائن والجوامع وحولوا المدينة إلى صحراء جرداء.
في بعض التقاليد الهندية تعتبر مدينة مارو الموطن الأصلي للآريون وهم شعب قديم يرجع إلى أوروبا الشرقية، استطاع الاستيلاء على إيران من الشمال الغربي الهندي قبل ألفي عام من ميلاد السيد المسيح، كما كان هذا الشعب من أسباب التدهور الذي حصل لحضارة السند. أما عن المدينة الحديثة فلقد انشئت في عام 1884 ميلادي كمركز إداري للجيش الروسي. وتطورت عن طريق الاتحاد السوفياتي لتصبح أهم مراكز زراعة القطن وصناعة المنتجات القطنية من خلال الاستعمال الواسع لهندسة الري. وفي عام 1968 تم اكتشاف احتياطات هائلة من الغاز الطبيعي على بعد 20 كيلومتر غرب المدينة ليتغير شكل المدينة من جديد، حيث تحولت إلى المركز الصناعي الأبرز في البلاد، كما أصبحت مركزاً تجاريَاً هاماً لصناعات الجلود والقمح ومشتقاته وغيرها.