عاصمة مصر
مصر واحدة من الدول العربية التي تقع في قلب الشرق الأوسط، كما تعتبر جامعة بين قارتين في موقعها الجغرافي حيث تمتلك جسراً برياً يربط بين قارتي آسيا وأفريقيا، بحكم أنها تمتلك حدوداً مشتركة مع ليبيا من الغرب، والسودان من الجنوب، وفلسطين من الشرق، في حين يَحدُّ البحر الأبيض المتوسط ساحلها الشمالي، والبحر الأحمر ساحلها الشرقي. وتُعتبر جمهورية مصر العربية كما يطلق عليها رسمياً واحدة من أكثر بلاد الشرق الأوسط اكتظاظاً بالسكان، باحتلالها المرتبة الرابعة عشرة على مستوى العالم من حيث عدد السكان؛ حيث يبلغ عدد سكانها 101.17 مليون نسمة بحسب إحصائيات عام 2019م، وبكثافة سكانية تحتل المرتبة الثالثة بعد نيجيريا وأثيوبيا في أفريقيا بمعدل 84 نسمة لكل كيلومتر مربع.
عاصمة مصر القاهرة تستحوذ وحدها على 10.902 مليون نسمة تقريباً؛ وبكثافة سكانية مقدارها 46,349 نسمة لكل كيلومتر مربع.
عاصمة مصر القديمة
مرت العاصمة المصرية خلال تاريخ مصر العريق بعدد من المدن تبعاً للمرحلة، فمصر دولة عريقة كانت مكاناً لأقدم الحضارات. كما تعرضت للعديد من الحملات لغزوها ففي العصور القديمة كانت العاصمة تقع في مكان متوسط بين مملكة الشمال ومملكة الجنوب، للتأكيد على وحدة القطرين، وبعد ذلك كان يجب على العاصمة أن تكون على ضفاف النيل تبعا للظروف السياسية لمصر، وفي عصور الضعف كانت العاصمة قريبة من المحتل، لهذا تبدلت العواصم ما بين مدن منف وطيبة وتل العمارنة والإسكندرية والفسطاط والقاهرة الفاطمية ومصر الحديثة والقاهرة الخديوية.
عاصمة مصر الجديدة
أعلنت مصر مؤخرا عن بناء مشروع العاصمة الإدارية الجديدة المستدامة على حدود مدينة بدر في المنطقة ما بين طريقي القاهرة السويس والقاهرة العين السخنة. على أن تشكل جسراً حضارياً يعمل على خلق كيان سياسي، واقتصادي، وثقافي في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
عاصمة مصر القديمة قبل الفتح الإسلامي
كانت مدينة الاسكندرية الساحلية، والتي تقع على شواطئ البحر الأبيض المتوسط عاصمة مصر قبل أن يصل لها الفتح الإسلامي، ثم تحولت بعدها إلى مدينة الفسطاط التي تعتبر أول عاصمة للدولة في عصر الإسلام.
عاصمة مصر الفرعونية
شهدت مصر الفرعونية تغير العواصم أيضاً بسبب تقسيم مصر إلى مملكتين. لكن بشكل عام تعتبر مدينة منف أو ممفيس من أهم العواصم المصرية الفرعونية تاريخيا، حيث تأسست عام 3200 قبل الميلاد على يد الملك نارمر، وتقع جنوب دلتا نهر النيل حوالي 24 كلم جنوب القاهرة الحديثة.
وهي أول عاصمة مصرية قديمة، وكان يطلق عليها اسم منفر و"الجدار الأبيض"، نسبة إلى قصر الملك الذي بُنِي من الطوب المطلي باللون الأبيض، وأصبحت تسمى ممفيس بعد مجيء الإغريق، ثم أطلق عليها العرب اسم منف.
كما كانت تل العمارنة عاصمة مصر أيضاً في عهد الملك إخناتون، وتم التخلي عنها بعد وقت قصير من وفاته. وتقع جنوب محافظة المنيا بصعيد مصر بين النيل والجبال، ويقال إنها بنيت من الطوب اللبن خلال ثلاث سنوات فقط وكانت عاصمة مصر الثقافية والإدارية في عصر الأسرة 18.
وتوجد أيضاً مدينة سياسية ودينية أخرى مهمة، وتعتبر من أغنى مدن العالم بالآثار المصرية القديمة، حيث شيدت بها العديد من المعابد، مثل معبد الأقصر والكرنك. ونافست منف على لقب أكبر مدن مصر آنذاك وهي مدينة طيبة التي كانت تسمى لدى المصريين القدامى بمدينة الصولجان، ثم تحول إسمها حالياً إلى مدينة الأقصر.