
عاصمة النمسا
النمسا دولة تقع في أوروبا الوسطى، وتبلغ مساحتها الإجمالية 83879 كيلومتر مربع، وعدد سكانها وفقًا لإحصائية 2018 تسعة مليون نسمة تقريبًا، وتتكون في المجمل من تسع ولايات اتحادية، أكبرها ولاية فيينا وهي جمهورية فيدرالية غير ساحلية، أو كما يطلق عليها الدول الحبيسة. تتوسط في موقعها الجغرافي ثماني دول، وتشترك في حدودها من الشمال مع ألمانيا، وجمهورية التشيك، ومن الشرق مع سولفاكيا والمجر، ومن الجنوب مع سلوفيانيا وإيطاليا، ومن الغرب مع سويسرا، وليختنشتاين.
ورغم تنوع اللغات التي يتحدث بها الناس في النمسا بحكم التنوع الثقافي هناك، إلا أن اللغة الألمانية تعتبر هي اللغة الرسمية لها. علمها له قصة لطيفة يؤمن بها السكان في الدولة، فبحسب الأسطورة يقال أنه تم تصميمه باللون الأحمر والأبيض؛ ليُشابه المعطف الأبيض المُلطخ بالدماء، الذي كان يرتديه دوق النمسا خلال معاركه الشرسة.
وتشتهر النمسا بمناظرها الطبيعية الخلابة، حيث يوجد فيها الكثير من الغابات الشجرية وبخاصة أشجار الصنوبر والزان والتي تأوي العديد من أشكال الحياة البرية من دببة وصقور نادرة وغزلان.
وهي ثروة اقتصادية مهمة أيضا حيث تعتبر مصدراً لإمداد العالم بأجود أنواع الأخشاب التي تستخدم في صنع الأثاث.
أين تقع عاصمة النمسا
تقع فيينا عاصمة النمسا في الجزء الشمالي الشرقي من البلاد، بين سفوح جبال الكاربات، والألب. كما تقع معظم المدينة على الجانب الأيمن من أطول نهر في أوروبا الذي يطلق عليه نهر الدانوب، وعلى ارتفاع 193 مترًا فوق مستوى سطح البحر، ويزيد تعدادها السكانيّ عن 1.6 مليون نسمة، الأمر الذي يجعلها أكبر مدينة في النمسا.
وهي مدينة مهمة منذ قديم الأزل، حيث كانت تربط بين الطرق التجارية، والعسكرية قديمًا، كما ربطت بين الشرق والغرب على طول نهر الدانوب، وتكمن أهميتها الاستراتيجية في سيطرتها على المناطق المحيطة بها، والتي تتضمن أجزاء من حدود النمسا مع سولفاكيا، وجمهورية التشيك، والمجر.

عاصمة النمسا الحديثة
استحقت فيينا لقبها كعاصمة النمسا الحديثة بما شهدته من نهضة عمرانية وثقافية وفنية، فقد أصبحت تستضيف أهم المهرجانات العالمية مثل سالزبورغ، وبريجنز على أوركيسترا فيينا، كما يوجد فيها ثروة ابداعية من ممثلين، وموسيقيين، ومخرجين. كما تأسست فيها جمعية تُدعى بأصدقاء الموسيقى سنة 1812 ميلادي؛ وهي واحدة من أقدم الجمعيات والتي تهدف بشكل أساسي إلى إبقاء مدينة فيينا عاصمة للموسيقى في العالم. كما تحتوي على متاحف تاريخية، ومتاحف للطبيعة، والعديد من المتاحف العسكرية، والمنازل التاريخية، المُزينة بكثير من النقوش، والرسومات الفنية، والقطع الأثرية، لتصبح بكل هذا الزخم وجهة مفضلة لعاشقي الفنون.
الغريب أن تاريخها القديم لا يوحي بكل هذا التقدم، حيث تمّ استعمارها من قبل الكلتيين ثم الرومان، وتعرّضت في العصور الوُسطى إلى غزوات سلبتها ثرواتها، ثم شهدت انتشار مرض الطاعون، وبعدها اختفت من الوجود تقريباً في الحرب العالميّة الثانية.