لا توجد علاقة زوجية خالية من الخلافات والمشاكل، وقد يظنّ الآباء أن محاولة إخفاء الصراع بينهما عبر إظهار مشاعر حيادية، تحمي أطفالهم من الآثار السلبية للصراع المستمر في البيت، ولكن الدراسات أشارت إلى عكس هذا..

فقد توصّلت دراسة حديثة إلى أن الآباء الذين يتنازعون باستمرار أمام أطفالهم، حتى لو كانت مجرد مشكلات يومية غير مؤذية، يجعلون أطفالهم غير قادرين على تحديد مشاعرهم، ما قد يؤثر على علاقاتهم في المستقبل.

وأضاف الباحثون أن الأطفال الخجولين هم الأكثر تأثراً بالصراعات بين الآباء، حيث إن الخجل يجعل الطفل أقل قدرة على تفسير المشاعر، ولا سيما في وجود أبوين متقلبي المزاج، وصراع مستمرّ بينهما.

وأجريت الدراسة على 99 طفلاً، تراوح أعمارهم بين 9 إلى 11 عاماً، كان منهم 56 من الذكور، وعرض الباحثون صوراً لممثلين يتظاهرون ببعض المشاعر، من ضمنها مشاعر الحياد، وطلبوا من الأطفال قراءة المشاعر الموجودة في الصور، وأشارت النتائج إلى أن الأطفال الموجودين في منازل ليس فيها صراعات، استطاعوا تفسير المشاعر الموجودة في الصور بكل دقة، بينما انخفضت قدرة الأطفال الذين يشهدون صراعات يومية في بيوتهم، على تفسير المشاعر، وخاصة أولئك الذين يتّسمون بالخجل.

ونبّه الباحثون الآباء إلى ضرورة عدم تعرّض الأطفال لخلافاتهم الزوجية، مهما بدت بسيطة، حتى لا تؤثر على قدرتهم على تفسير المشاعر، وبالتالي تسبّب لهم اضطرابات في علاقاتهم مستقبلاً.