عندما نتكلم عن الغرق، نتخيّل طبعاً أن أحدهم في الماء. لكن هناك أيضاً حالة تُعرف بـ"الغرق الجاف"، وهو حالة نادرة لا علاقة لها بالغرق الفعلي تحت الماء. في ما يلي، إليك حقيقة الغرق الجاف الذي أدى إلى وفاة طفل في الرابعة من عمره منذ مدة. وماذا يمكنك أن تفعلي لتقي طفلك منه. 

ما هو الغرق الجاف؟

بحسب التعريف المعتمد من منظمة الصحة العالمية، الغرق هو انقطاع التنفس بسبب الغرق تحت الماء. ويحصل عندما تمتلئ رئتا الإنسان بالماء ويستحيل عليه النفس جراءه. في هذه الحالة، يؤدي انقطاع الأوكسيجين إلى توقف القلب ومن ثم إلى الوفاة. وتجدر الإشارة إلى أن كمّية عادية من الماء، كتلك التي نشربها لريّ عطشنا، تكفي لسداد الرئتين خلال بضع ثوان فقط. ولكن الغرق في بعض الأحيان يمكن أن يحصل بعد ساعات على السباحة، ونحن هنا نقصد الغرق الجاف، الذي يُعدّ أكثر شيوعاً لدى الأطفال.

إذا شعرت بأن صغيرك يعاني من هذه الحالة، لا ترتعبي، إذ يمكن من خلال عطسة واحدة أن يخرج الماء العالق في رئتيه. ولكن يجب أن تنتبهي إلى أول مؤشرات الغرق الجاف وهو إقفال الفم والامتناع عن التنفس، لأن عوارض هذه الحالة قليلة للأسف ويمكن أن تحصل بدون انتباه الوالدين.

ما هي المؤشرات الأخرى التي يمكن أن تنبّهك 

تعرفين طبعاً أنه يجب عدم ترك طفل وحده، وتحت أي ظرف كان، في الماء أو بالقرب منه، لأن الغرق لا يتطلب أكثر من ثلاثين ثانية. ويتضاعف الخطر بالنسبة للأطفال الذين لا يتقنون السباحة، ولدى صغار السن منهم. عندما يسقط رأس الطفل في الماء، لا يستطيع جسده الصغير أن يخلص نفسه منها، لذا يجب أن تبقي دوماً بالقرب من طفلك أثناء السباحة.
هذه التعليمات تنطبق على الغرق العادي والمعروف. أما بالنسبة للغرق الجاف، فهناك بعض العوارض التي يجب أن تحذري منها. إذا لاحظت أن صغيرك يعاني من صعوبة في التنفس أو من تعب شديد بعد خروجه من الماء، أو إذا تغيّر لون وجهه وأصبح قاتماً، فضلاً عن العطس أو تغيّر في السلوك، أو خروج فقاعات مائية من الفم... يجب أن تشعري بالقلق. لذا، يجب أن تحافظي على يقظتك لساعات بعد ممارسة الصغير للسباحة، لأن جميع العوارض التي عدّدناها أعلاه تدل على انخفاض نسبة الأوكسجين التي تصل إلى الدماغ، ما قد يؤدي إلى انتفاخ في الرئتين. في هذه الحالة، لا تترددي أبداً في استشارة الطبيب واللجوء إلى الطوارئ. 

راقبي طفلك دائماً بعد السباحة