حين تصبحين أماً، لا يزوّدك أحد بكتاب للتعليمات تستعينين به لتتجهي نحو الأمومة الصحيحة، لذا لا بدّ للجميع من أن يرتكبوا الأخطاء خلال تربيتهم للأطفال في مراحل مختلفة. ولكن في بعض الأحيان، يمكن لهذه الأخطاء أن تكون سامّة وتؤذي الأولاد، والأسوأ هو أن كثيراً من الأهل ينغمسون في أساليب التربية السامّة دون أن يعرفوا حتى.
من السهل جداً على الأهل أن ينقلوا مخاوفهم الخاصة وتجاربهم السيئة التي عاشوها في الطفولة إلى أبنائهم. لا يمكن أبداً لأبوين أن يضرّا بأطفالهما، ولحسن الحظ، يمكن التخلص من هذه السلوكيات السامة، ولكن الخطة الأولى والضرورية هي تحديد هذه السلوكيات أولاً.
فأيّ نوع من السلوكيات يمكن أن يسبّب أذى مباشراً أو غير مباشر للأطفال؟ مثلاً، إذا غضبت من أطفالك وبدأت بإلقاء اللعنات عليهم لأنك فقدت صوابك، عندها تكونين ارتكبت أحد هذه السلوكيات السامة، لأن الطفل سيلتقط سلوك اللعن وغالباً ما سيكرّره. في هذه الحالة، يحذر الخبراء من الأساليب الحادة في التعبير عن مشاعرك.
في حالات الغضب والتعبير الحاد عنه، سيغيب عن الأولاد أن هناك أساليب أخرى لحل الخلافات، وسيعتمدونه هم أيضاً في حياتهم، ما قد يؤدي إلى أضرار جسدية وعاطفية ونفسية، ويمكن حتى أن يؤثر سلباً على تعامل طفلك في مدرسته.
من ناحية أخرى، الغضب ليس السلوك السيّئ الوحيد الذي يمكن أن يكون ساماً في التعامل مع الأولاد، إذ إن إظهار الضعف أمام الطفل وأداء دور الضحية دائماً عبر البكاء واتخاذ دور المظلومية يمكن أيضاً أن يكون ساماً لهم. في هذه الحالة، يجب أن تتعوّدي التعبير عن مشاعرك بقوة وأن تجدي أسلوباً تعالجين مشاكلك عبره بصلابة، لأن الضعف يجب أن لا يكون من سمات التربية.
على الأهل أيضاً أن ينتبهوا إلى توقعاتهم حيال سلوك أولادهم. مثلاً، لا يمكنك أن تنتظري من أطفالك أن يتصرفوا كالبالغين. كما أن التعامل معهم على هذا الأساس يمكن أن يسبّب لهم مشاكل جمّة. يجب ألا تعكسي تجاربك على أولادك، وأن تسمحي لهم بحد أدنى من الفردية في التصرف حسب شخصيتهم.
إن كنت لا تزالين تجدين صعوبة في تحديد السلوكيات السامة، فإليك بعض الأمثلة التالية التي تنبئك بوجود خطب ما بينك وبين أولادك:
- "أنت لا تستمع إليّ".. .التفوّه بهذه العبارة يجب أن يدفعك إلى التساؤل عمّا إن كنتِ أنت تستمعين في الأصل إلى أولادك.
- تذمّر أطفالك حيال الأمر نفسه وبشكل متكرر. سماع هذه التذمّرات يعني أنك يجب أن تراجعي مدى استجابتك لمخاوفهم.
- إن كنت تصرخين أكثر مما يجب، إذاً يجب أن تعرفي أنك جزء من المشكلة.
لا تؤذي أطفالك بهذه التصرفات