توصي بعض الأديان كالإسلام واليهودية وبعض الطوائف المسيحية بشأن موضوع ختان الذكور، لكن يعدّ الدين الإسلامي الدين الوحيد الذي لا يزال مستمراً وبإصرار على ختان الفتيان، والختان في الإسلام يعرف بـ "الطهارة" أو "تطهير الذكر". على الصعيد الديني، لم يتم ذكر الختان في القرآن الكريم، إلا أنه ذكر في السنة النبوية، وخطب النبي (ص).
ويعدّ ختان الفتيان جزءاً من شعائر الطهارة لدى المسلمين، تماماً كما الاغتسال قبل الصلاة، لتفادي أي أثر للبول على الجسم قبلها. ويعتقد المسلمون أنّ إزالة القطعة الإضافية من اللحم في المنطقة الذكورية، تسهّل عملية تنظيفها، لأنها تساعد في تفادي تخزين البول. كما يقول البعض إن الختان أو التطهير يساعد على تفادي تراكم بعض البقايا التي قد تسبب أمراضاً قاتلة على المدى الطويل، كالسرطان. لهذا السبب، يرى أغلب الناس الختان وسيلة ناجحة لتفادي عدد كبير من الأمراض والإصابات.
عن الانتماء والإيمان
ليست هناك سنّ معيّنة للقيام بعملية التطهير، ويتغير موعد إتمامها بحسب العائلة والبلد، والمنطقة حتى. ففي بعض البلدان يتمّ ختان الذكور بعد الولادة مباشرة أو عند بلوغ الطفل الأسبوع الأول أو بلوغ يومه الأربعين، وهناك رأي طبّي ينصح بالانتظار حتى الشهر السادس من عمر الطفل، وفي بلدان أخرى تعتبر السنّ المناسبة هي السبع سنوات.
تحصل العملية على يد جرّاح في عيادة الطبيب أو المستشفى وقد تحصل قبل خروج الأم والطفل من المستشفى.
في بعض البلدان الإسلامية، لا يخضع الفتى للختان إلا بعد أن يحفظ القرآن الكريم بكامله. أما في أخرى، كماليزيا، فيتم فيها تطهير الذكر على شكل طقس ينقل الفتى من مرحلة الطفولة إلى مرحلو البلوغ والرجولة، وتتزامن مع سنّ البلوغ.
الأكاديمية الأميركية لطبّ الأطفال والختان
وقد أكدت الأكاديمية الأميركية لطبّ الأطفال (AAP) أنّ فوائد الختان تفوق مخاطره، فأثناء إجراء العملية يمكن علاج بعض العيوب الخلقية عند الطفل ومنها انحناء العضو للأسفل أو الأعلى أو أحد الجانبين، حالة الإحليل السفلي حينما تكون فتحة البول عند الطفل غير موجودة في مكانها الطبيعي، أحياناً تكون القلفة ضيقة جداً وهنا يقوم الجرّاح بسحبها لخلف الحشفة.
إضافة لسهولة تنظيف العضو خاصّة حينما يبدأ الطفل الاعتماد على نفسه، وحماية الجهاز التناسلي الذكوري من البكتيريا المسببة لالتهابات المسالك البولية وما يتبعها من مشكلات صحّية أخرى، والوقاية من العدوى بالأمراض الجنسية، والتهابات القلفة أو العضو الجنسي الذكري.
وختاماً يجب التأكيد أنّ عملية الختان عندما تتم بشكل صحيح فلا داعي للقلق وتصديق الشائعات، ومن أهمها، التأثير سلباً على خصوبة الرجل، أو أنه يعوق العلاقة الحميمة بين الزوجين.