يركز الكثير من الأهل اليوم على تربية طفل حريص يتقن الادخار نظراً لظروف الحياة الصعبة والمغريات التي نقابلها. ولكنهم في نفس الوقت ينسون أن يراعوا موضوع الكرم المسؤول والواعي أيضاً، وهو شيء مفيد للعائلة بأكملها، وخاصة بالنسبة للأطفال الذين يتعلمون منهم.

يمكن لتعليم الطفل الكرم توعيتهم على هذا العالم الكبير من حولهم، لهذا السبب لا بد من تعليم الأولاد هذا المبدأ، خاصة أنه إحدى القيم الاجتماعية الايجابية الأسمى. ومن هنا، يجب أن تكوني القدوة الصحيحة، وأن تظهري لهم مواقف الكرم وأهميتها في كل فرصة تسمح بذلك.

كيف تعلمينهم الكرم

إليك في ما يلي بعض النصائح لتعليم طفلك الكرم:

1. اقرئي معه كتباً عن العطاء والمشاركة

الوسيلة الأكثر تأثيراً في صغار السنّ هي القراءة، اشرحي لهم بوضوح معاني كلمات مثل: العطاء والمشاركة، وتقاسم الأدوار و"لو سمحت" و"شكراً". حتى يمكنك أن تمرّنيه عليها.

2. كوني القدوة

يقول الخبراء إنه لا يمكنك أن تطلبي الى طفلك أن يكون كريماً ويشاطر الآخرين ما لم تكوني قدوة وتنفذي هذه الأمور قبله وأمامه. لهذا السبب، يجب أن تبادري الى المشاركة وإظهار المثل الصالح لأطفالك. لا تنتظري المناسبات وأعياد الميلاد، بل في كل فترة، قومي بجردة لما لا تحتاجين إليه في المنزل وقدّميه إلى الجمعيات الخيرية، واطلبي من أطفالك مساعدتك لمعرفة ما يجري وكيف يتم.

3. علمي طفلك كيف يتصرّف مع هذه الأمور ولمن يعطي أشياءه

واظبي مع طفلك على تفقد خزانته ومساعدته على فرز الأمور التي لم يعد بحاجة إليها أو لم يعد يريدها. يمكنك أن تساعديه في تعريفه إلى المؤسسات الخيرية التي تعرفينها وأن تصطحبيه شخصياً ليتبرّع بها، ليشعر كأنه قام بالإنجاز وحده.

4. اشرحي له  لماذا تتبرّعين بأشيائه وعن الأشخاص الذين تقدّمينها لهم

حدثيه عن حاجة الأطفال الآخرين وعن الأوضاع الصعبة التي يعيشونها، وكم أن حاله أفضل من حالهم ليفهم ما تقومين به، وينمو بداخله شعور التعاطف وحبّ الإحسان للآخرين.

5. علميه المشاركة وانتظار الأدوار خلال لعبه مع الآخرين

ابدئي بهذا الأمر مبكراً، حيث إنه يمكنك أن تقوديه من يده ليعرف كيف يقف في الصف مثلاً، أو أن تحدّدي له وقتاً ليلعب بإحدى الألعاب في صالة اللعب، ومن ثم يفسح المجال أمام غيره بعدها ليلعب هو الآخر بها، وأن لا يستأثر أبداً بالأشياء ويحرم غيره منها.