العناية بالأطفال ليست بالتأكيد عمل الأمّ وحدها، وعلى الرغم من أنّ المفهوم العامّ لهذه المَهمّة ينطبق على الأمّ أكثر من الأب، إلا أنّ الأطفال يحتاجون إلى العناية من الطرفين.

يمتلك الآباء والأمّهات أساليب مختلفة حين يتعلق الأمر بالاهتمام بالطفل، ولكنّ هذا لا يعني أنّ الطرف الآخر يقوم بخطوة خاطئة. وبدل أن نقارن أنفسنا بآباء وأمّهات أخريات ونحاول تقليدهم، يمكن ببساطة أن ندعم الشريك وحتى أن تتعلمي من الأب بعض الأشياء الضرورية في الأبوّة، إليك أبرزها.

1. تحدّي الأطفال ليحلّوا مشاكلهم

حين يبدو أطفالك وكأنّهم يعانون مشاكل مع بعضهم، أو أنّ أحدهم يواجه حزناً معيناً، غالباً ما تركض الأمّ للإنقاذ والحلّ. ولكنّ أسلوب الآباء يدور دائماً حول التحدي للتعامل مع العالم الحقيقي والسماح لهم بحلّ مشاكلهم بأنفسهم. لا ضير في مساعدة أطفالك طبعاً، ولكن المرّات التي يمنح فيها الآباء الأولاد فرصة التصرّف والتفكير لحلّ المشاكل تكون أفضل.

2. كوني عفوية ومرحة

مع كل المسؤوليات والأعمال ومتطلبات الأمومة، غالباً ما تستعين الأمّهات بروتين أو جدول معيّن للعمل. من ناحية أخرى، يكون الآباء أكثر عفوية ومرونة حين يتعلّق الأمر بتربية الأطفال، إذ إنّهم يسمحون لهم بالتمتّع بأوقات من الفوضى وتحويل الأعمال المملّة إلى ألعاب، أو ربما السّماح لهم بتمديد وقت اللعب من وقت إلى آخر.
وفيما الروتين والجداول والتنظيم أمور مهمّة في تربية الأطفال، إلّا أنّ الألعاب غير المخطط لها، والأنشطة وحتى الاستراحات الاستثنائية من الأعمال يمكن أن تمنح الأمّهات والأولاد وقتاً للمرح. تعلّمي من والدهم أنّه لا بأس بالتصرف كالأطفال والاستمتاع من وقت إلى آخر.

3. قولي الأمور كما هي

يميل الآباء إلى المباشرة في التعامل والكلام مع أولادهم. قد يبدون أحياناً قاسين وغير مراعين، ولكنّ الميزة هي أنّ الآباء يقولون الأمور كما هي. كما أنّ الآباء يشرحون العواقب مباشرة، ما يجب أن يدفع الأمّهات أن يكنّ أكثر صرامة حين تتطلب الأمور.

4. اسمحي للأطفال بالمخاطرة

يمكن للأمّهات أن يبالغن في الحماية في بعض الأوقات، خاصة في بداية مرحلة الاكتشاف لدى أطفالهنّ. أما الآباء، فهم بطبيعتهم يبادرون إلى المخاطرة، لهذا السبب، يمنحون أطفالهم الفرصة للمخاطرة واكتشاف الأمور بأنفسهم لبناء ثقتهم بأنفسهم. وفيما أنه من واجب الأهل حماية أبنائهم، إلّا أنّ مساحة من الحرية هي أمر ضروري لنموّ شخصيّتهم.

5. ثقي بحدس الشريك

يشعر الأب غالباً براحة أكبر وبالاسترخاء أكثر من الأمّهات منذ إنجاب الطفل الأول، إذ إنهم يثقون بغريزة الأبوّة وحدسهم الخاصّ. وعلى الرغم من شدّة عواطف الأمّ، وحرصها على تطبيق مثاليّة الكتب مع الأولاد، يجب أن تتعلّمي أن تشعري بالراحة بعد تلبية حاجات طفلك حتى ولو لم يتوافق مع الكتب.