يعي الأطباء النسائيون ضرورة تخفيف تكرار هذه العملية الجراحية التي لا تخلو من المخاطر. و على الرغم من أن الولادة القيصرية تسمح دون شك في عدد من الحالات بإنقاذ الأم و طفلها، يجب أن يبقى عددها محدوداً لأنها في الوقت نفسه تضع الطفل و أمه أمام آثار جانبية لا يُستهان بها. لهذا السبب، تنصح المنظمة العالمية للصحة الدول بأن تلتزم بمعدل متوسط 15% لإجراء هذه العمليات.
الآثار الجانبية للقيصرية لا يستهان بها
لدى الأطفال، يتضاعف احتمال إسعافهم عند الولادة، خاصة بسبب حصول مشاكل في التنفس. و مع التقدم في العمر، يعاني هؤلاء الأطفال من المزيد من الأمراض المزمنة كالربو، والسكري النوع الأول، أو السمنة. و يتوقع الأطباء أن يعود السبب الى الجراثيم المهبلية من الأم، التي يتعرض لها الجنين في الولادة الطبيعية، و التي تفيده في نموّ ميكروبات جسمه الحميدة، على عكس الجراثيم الجلدية التي يحملها بعد ولادة قيصرية.
أما بالنسبة للأم، فخطر المضاعفات قائم أيضاً، (نزف، أو جرح عضو قريب من الرحم، و إصابة مرضية...)، حتى إنها تكون مضاعفة، لأن القيصرية تحكم في أغلب الأحيان طريقة الولادات التالية، إذ إن أطباء الولادة يتحفظون على توليد امرأة تحمل جرح عملية قيصرية عبر ولادة طبيعية.
وهم الأمان
على عكس ما هو صحيح، تظن كثيرات أن الولادة القيصرية هي أكثر أماناً من الولادة الطبيعية، حيث يصوّر البعض صورة الولادة القيصرية على أنها عملية تكون فيها الأم و طفلها على ما يرام، و تحافظ من خلالها المرأة على جسدها، و على منطقتها الحساسة، فقط من خلال جرح بسيط أبيض في البطن. و لكن المختصين يحثون المرأة على أن تكون أكثر حذراً عبر الحصول على ما يكفي من المعلومات، خاصة أن أغلب النساء اليوم يأتين و يرغبن في عملية قيصرية فقط لأنهن يخفن من آلام الولادة الطبيعية ، إلا أن صفة واحدة تدل على نوعية القيصرية كفيلة بتغيير هذا الواقع. أما في ما يتعلق بالتوقعات، فيصعب توقع ما هي المضاعفات التي قد تحصل، و للأسف، بعض النساء يعتقدن خطأً أن القيصرية قد تخلصهن منها.
يجب تصحيح هذه المعلومات الشائعة و الخاطئة، إذ إن عدد العمليات القيصرية غير الضرورية يتصاعد بنسبة ملحوظة، مع ملاحظة بعض التراجع في السنوات القليلة الأخيرة، الذي يجب أن يزداد لمنع الأخطار التي قد تسبّبها.