وجدت دراسة بريطانية جديدة أن الكلام مع الأطفال يمنحهم فائدة جدية في حياتهم. و حسب الدراسة، فإن الأطفال يبدأون بالتواصل خلال الأشهر الـ12 الأولى من حياتهم. فالحديث مع الأطفال يسمح بالدخول في علاقة معهم، كما يصبح الطفل على دراية بوجوه الناس من حوله و خاصة وجه والدته. فعموماً، حين تتكلم والدته معه، تنظر إليه، و تتبسم له، و تعرض عليه بعض الأشياء ليراها... هذه الأمور مجتمعة تساعد الطفل على فهم الهدف من الحياة الاجتماعية بشكل غرائزي، و يتعلم ما معنى الفضول للتعرّف إلى ما يدور حوله، و على محاولة التواصل أيضاً بطرقه الخاصة: كمد الذراعين لحمله، و اللعب بتخبئة الوجه، و الابتسام لوجه يعرفه، و الإشارة بإصبعه الى شيء يرغب فيه. قبل عمر السنة، يكتسب الطفل بعض المهارات قبل حتى أن يدخل الى عالم الكلام بشكل كامل و صحيح. انتظار الكلمة الأولى، و الجملة الأولى و تطوّر اللغة خلال السنوات الثلاث الأولى يقلق الأهل في أغلب الأحوال، فيما تلاحظ بعض الدراسات أن أقل نسب في النجاح في المدرسة تكون للأطفال الذين ينحدرون من أماكن غير مؤهّلة، حيث يعززون مهاراتهم اللغوية بشكل أقل تطوّراً.
و حسب أحد الباحثين المشاركين في هذه الدراسة، فإنه ليس من الضروري فقط لأن الأمر يسمح بتعلم كلمات جديد فحسب، بل لأن سماع الأشخاص من حوله يتناقشون يمنحه اكتساباً للغة الاساسية، حتى إنها تكون معرفية أكثر منها اجتماعية، فتشكل بذلك القاعدة لتعلمه. بمعنى آخر، فإنه بمراقبة البالغين و الأطفال الذين يحيطون به، يفهم الطفل أن المجتمع مبنيّ على الحوار ليعمل و ليندمج فيه، أي إنه يجب التواصل. أما عن الاهل، فسيشعرون خلال وقت قصير بأن طفلهم يتعلم من خلال تجاوبه معهم.