يرغب جميع الآباء و الأمهات بمعرفة ما إذا كان طفلهما سيرث الشعر الأشقر أو النمش من الأم ، أو العينين اللوزيتين من الوالد. كيف تنتقل الصفات الجسدية من جيل الى آخر؟ إليك درساً صغيراً في علم الجينات.
الوراثة: اليانصيب الكبير
من سيشبه طفلي؟ هذا السؤال يطرحه جميع الآباء و الأمهات منذ إجراء اختبار كشف الحمل، و يعطي النتيجة الإيجابية. و لكن من المستحيل أن تعرفي مسبقاً الصفات الجسدية و تلاميح الوجه التي سيرثها طفلك منك أو من والده. و لكن لا بد أنه سيأخذ منك و من والده بعض الشبه. و تُحدَّد النشرة الجينية الخاصة بكل كائن/ طفل من خلال الجينات التي توجد في الصبغيات، و من خلالها تنتقل الصفات الجسدية و الملامح للطفل. و لكن المحيط و ظروف الحياة من شأنها أن تغيّر بعض الصفات و الملامح. مثلاً، يمكن للبشرة أن تكون أكثر أو أقل سواداً بحسب التعرّض لأشعّة الشمس. و يبدأ الأمر برمّته منذ لحظة تلقيح البويضة، حيث يلتحم الحيوان المنوي مع البويضة لتكوين النطفة، و من ثم تولد الخلية الأولى من هذا الكائن البشري. هذه الخلايا تتلقى نصف الموروثات من الأب و النصف الآخر من الأم (23 صبغية من الأب و 23 أخرى من الأم). و لكن هذا الامر لا يعني أن الطفل سيأخذ نصف الشبه من والدته و النصف الآخر من والده، إذ إن قوانين الوراثة الجينية أكثر تعقيداً من ذلك بكثير. فكل جينة مقسمة الى قسمين، وكل واحدة تسمى و لكن لا تتمتع كل واحدة منها بالتأثير نفسه، إذ إن واحدة منها تكون مسيطرة على الأخرى، و تفرض ما تحمله من ملامح و صفات في ما يتعلق بالصفات الوراثية للطفل، كما أن فرضية الاندماج بين الاثنتين واردة.
لون البشرة
تتدخل أكثر من جينة في صفة لون البشرة. و هذه الأخيرة تحدد بشكل ملحوظ فبركة و توزيع مادة صبغية قاتمة اسمها الميلانين. و كلما ازدادت كمية الميلانين الموجودة في الخلايا، كان لون البشرة أكثر اقتتاماً. فإن كان الأبوان يمتلكان بشرة سوداء اللون، إذاً سيرزقان بطفل يمتلك لون البشرة نفسه. و لكن إذا كان لكل واحد من الأبوين لون مختلف للبشرة، فسيأتي الأطفال ببشرة ذات تهجين مختلف (ميتيس). و وفقاً لتأثير السحب أو اليانصيب قد يأتي البعض منهم بلون قاتم و الآخر بلون فاتح للبشرة.
المبالغة في التغيير الأحيائي
التغيير الأحيائي هو خطأ في انتقال الجينات. المهق هو مثلاً مرض ورائي يعود الى شائبة في فبركة الميلانين. و يعاني الأشخاص المصابون بهذا المرض من شدة في بياض بشرتهم و عينين فاتحتين جداً. كما يمكن الحديث عمّا يسمّى التغيير الأحيائي في ما يتعلق ببعض الظواهر و الامراض الشائعة، كعندما ينجب أبوان أسودا البشرة، لا أجداد بيض اللون في شجرة عائلتهما، طفلاً أشقر بعينين زرقاوين، أو عند حصول العكس مثلاً...
لون العينين
يعتمد لون العينين بشكل اساسي على ما يسمّى "أليل". إذا تلقى الطفل الـ2 أليل باللون الأزرق، فستكون عيناه زرقاوين. و لكن إذا كانت الـ2 أليل مختلفتي اللون (أزرق و بني مثلاً)، فستكون فرصة أن تكون عيناه بنيتين أكبر، لأن الأليل البنّية مسيطرة أكثر من الزرقاء.
و لكن الوضع ليس بهذه البساطة في كل الأوقات، إذ إن الاحتمالات قد لا تنتهي، حيث يمكن لعيني طفل أم يكونا زرقاوين و لوالديه عيون بنية مثلاً. في هذه الحالة، يكون الأب و الأم حاملين لـ2 أليل مختلفتين (أزرق و بني)، أي إنهما يمكن لكل واحد منهما أن ينقل الأليل الزرقاء للطفل.
لون الشعر
تعمل جينات الشعر بآلية جينات العينين نفسها. اللون و الكثافة يعتمدان على المعلومات الجينية الموجودة في الاليل. و تكون دائماً الأليل القاتمة أكثر سيطرة من الشقراء و الحمراء، كما تسيطر أليل الشعر المتجعد و السميك على أليل الشعر الخفيف و الناعم.