السائل السلوي له دور حيويّ، إذ إن من مهمته أن يحمي و يغذي طفلك. كما أنه يساعد على الحفاظ على استقرار درجة حرارة الداخل الذي يسبح فيه الجنين، و يعزز نموه و تطور نمو الغدد لديه، و جهازه الهضمي، و عضلاته و عظامه، و يقي من ضغط الحبل السري. و قد رجحت بعض الدراسات حتى أنه ينقل الروائح و النكهات من نظام الأم الغذائي و ما تتناوله من مأكولات، الأمر الذي يساعد طفلك على تكوين نوع من المعرفة و التفضيل لبعض المأكولات على غيرها عندما يولد في المستقبل.
بعد الاسبوع السادس عشر، عندما يبدأ الجنين بابتلاع السوائل، الذي يتكون في جزء منه من البول المعالج، تزيد كمية السائل من حوالى كوب في الفصل الأول من الحمل الى أربعة أكواب بحلول الفصل الثالث منه، ثم ينخفض الى حوالى ثلاثة اكواب في وقت حلول موعد الولادة، بحسب ما أفادت جين أ. كونري المديرة العامة و الطبيبة المسؤولة في قسم الحمل و الولادة في مستشفى قيصر في روزفيل، كاليف.
و أضافت كونري أن مستويات السائل السلوي يمكنها أن تكون انعكاساً لصحة الحمل. فالمؤشرات التي تتعلق به، كأن يكون هناك الكثير من السائل أو القليل منه تتضمّن تراجعاً في حركة الجنين و البطن الكبير جداً أو الصغير جداً، و لكن المستويات الحقيقية يمكن أن يحددها الطبيب من خلال الصورة الصوتية.
القليل جداً من السائل السلوي
تحصل هذه الحالة لدى 4% من حالات الحمل و من شأنها أن تحذر من وجود عيب خلقي، خاصة إن كانت تطال الكلى أو المجرى البولي، أو التمزق المبكر للجذوع (أي سيلان للسائل السلوي يجب أن تعرضيه على طبيبك فوراً)، أو حالات صحّية تعود للأم كسكري الحمل و ارتفاع ضغط الدم. و بحسب كونري، فإن انخفاض معدل السائل السلوي في أولى مراحل الحمل من شأنه أن يؤثر على نموّ الطفل. و في وقت لاحق، يمكن لطفو الطفل على وجه السائل السلوي حول الحبل السري، بالإضافة الى حصول بعض الانقباضات، أن يسبب انخفاضاً حاداً في ضربات قلب الطفل.
الكثير جداً من السائل السلوي
و تحصل هذه الحالة لدى 1% من النساء الحوامل، و من شأنها أن تسبب عيوباً خلقية، و الأكثر شيوعاً منها يصيب الجهاز الهضمي و الجهاز العصبي الذي يؤثر على عملية البلع، أو الأمراض الجنينية، أو مشاكل معدل ضربات القلب، أو سكري الأم.
في كلتا الحالتين، تجب مراقبتهما عن كثب و من ثم يتم علاجهما، و في أغلب الأحيان، تُجرى الفحوص اللازمة للتأكد من أن الطفل على ما يرام و بصحة جيدة.
ما هو فحص المياه الجارية؟
هذا الفحص أو الاختبار هو فحص يجرى خلال الحمل، ليسمح لطبيبك بجمع المعلومات عن طفلك، و تؤخذ عينة الفحص من السائل السلوي. و الهدف الأكثر شيوعاً من هذا الاختبار هو التحقق مما إذا كان طفلك يعاني من أي عيوب خلقية من التي ذكرت أعلاه أو أي اختلالات جينية أو مشاكل في الصبغيات، كمتلازمة داون، و هو لا يزال في رحمك.
عادة ما يجرى هذا الفحص بين الأسبوع الـ16 و الـ20 من الحمل. و على الرغم من أن إجراء هذا الفحص امر اختياري بالنسبة للنساء الحوامل، فإن اللواتي يلجأن الى إجرائه في المرتبة الأولى هن اللواتي يواجهن خطر معاناة أطفالهن من مشاكل جينية أو صبغية، خاصة أنه يضع الحامل أمام خطر طفيف بالإجهاض.