ينتظر أطفالنا الصغار العيد بفارغ الصبر, فأيام العيد هي أيام تغمرها الفرحة والسعادة، وتعمّها أجواء المودّة والحب، ما يجعل جو العيد متميزًا، الملابس الجديدة والألعاب الجميلة والحلوى والهدايا والنزهات والزيارات... كلها أشياء تدخل السرور والفرح إلى قلوب أبنائنا.
لكنّ العيد لا يقتصر على الملابس الجديدة والحلوى والنزهات.. فسعادة الأطفال لا تكتمل من دون العيدية، التي يحصل عليها الطفل أثناء القيام بالواجبات الاجتماعية والتي في الوقت نفسه توثق صلتهم بالآخرين وتقوّي عندهم روح القربة وتعزز لديهم صلة الرحم.
والعيدية أكثر ما ينتظره الأطفال ويضعون توقعاتهم لحجم ما سيحصلون عليه ويخططون لإنفاقها قبل العيد بأيام، ويفتخرون بمن حصل أكثر من هذه "الهدية" القيّمة من الأبوين والجدّين والأقارب. هي نوع من مشاركة الكبار لفرحة صغارهم بحلول العيد وتجسيد مادّي للحب وهي غالبًا ما تكون مبلغًا من المال.
وفي أهمية العيدية للصغار: هي أهم حدث في السنة كلها لأنها يمكن أن تكون المبلغ الأكبر الذي يحصل عليه الطفل طوال العام، ويحرص جيّدًا على التفكير 100 مرة في الطريقة التي سوف يستثمر بها العيدية بشرط أن يستثمرها في أمر لا يمكنه أن يفعله إلا بماله الخاص، فمعظمهم لا يحب أن يصرف العيدية في الذهاب للملاهي مثلاً؛ لأن من الممكن أن يدفع الأهل للملاهي، وطبعاً لن يشتري بها الملابس لأن والديه سيفعلان ذلك عاجلاً أو آجلاً، ولكن يفضّلون شراء ما يحبّونه وكان من الصعب الحصول عليه خلال أيام السنة، وغالبًا ما يكون هذا الشيء غاليًا فيساعد الأم والأب على إكمال ثمنه. وعن الأشياء التي يفضّل الصغار شراءها بالعيدية، فهي غالباً ما تكون الألعاب التي تُعتبر الشيء الأهم بالنسبة للأولاد بالطبع.
تحذير
لكن يرى الخبراء من جهتهم أن للعيدية قيمة اجتماعية مهمة جدًّا, وخاصةً بالنسبة للأطفال، إذ إنها تنمّي قدرة الطفل على التصرّف واتخاذ القرارات في ما يمتلك من نقود وتدرّبه في المستقبل على كيفية التصرّف في أمواله والتخطيط السليم لصرف نقوده.
ويرى هؤلاء أيضاً أنّ تشجيع الطفل على التصرّف السليم في عيديته يعطيه ثقة بنفسه، ويحذّرون الآباء من انتقاد أطفالهم صراحةً في طريقة صرفهم للعيدية واتهامهم بالإسراف والتبذير؛ لأن هذا يفسد سعادتهم بها، ونصحوا بضرورة نصح الأطفال بلطفٍ في هذا الأمر بالذات حتى تتكوّن لدى الطفل شخصية قوية مستقلة ليتعلم كيف يحلّ أموره بنفسه مع الوقت، ولم يمانعوا أن يكون للأهل دور في مشاركة أطفالهم في التخطيط لإنفاق العيدية بشرط أن يكون القرار الأخير للطفل حتى يحقق رغباته.