عندما يصبح طفلك قادرًا على أداء صلاته كما يجب أو حتى عندما يصبح قادرًا على فهم الصلاة قبل أن يبلغ سنّ البلوغ، يجب أن تجعلي والده يصطحبه الى المسجد ليصلي صلاة الجماعة، ما سيجعل قلب طفلك متعلقًا بهذه المؤسسة التعليمية الكبيرة في المجتمع الإسلامي. يجب أيضًا على الأهل أن يوعوا الطفل على الثواب التي يناله من خلال صلاة الجماعة والذي يُعتبر أكبر من الصلاة المنفردة في المنزل. ويمكن للأهل أن يتبعوا معه أسلوبًا للترغيب بالذهاب الى المسجد، مثلًا من خلال منحه رحلة أو الذهاب للتبضّع قبل الذهاب إليه أو بعده.
يمكن للأب أيضًا أن يطلب من أصدقائه اصطحاب أطفالهم الى المسجد، ليتمكن طفلك من الالتقاء بهم والمرح معهم، وبالتالي سيرغب طفلك أكثر بزيارة المسجد والصلاة فيه. ولكن يجب على الأب أيضًا أن يتفادى اصطحاب طفله الى مساجد من شأنها أن تنفّره كالمتشدّدة، أو المخصّصة للبالغين حيث يمكن الصياح على الأطفال أو توبيخهم إذا أزعجوا الأكبر سنًا أثناء خطبة الإمام مثلًا. ولكن في الوقت نفسه، يجب تنبيه الطفل الى أهمية احترام المكان والطقوس التي تدور فيه وخاصة خلال الصلاة، فهي إحدى وصايا الرسول الأكرم (ص).
ومن هنا، يجدر بالأهل تعليم الطفل أفضل الوسائل لتعويد الطفل على أداء الصلاة في المسجد وتعزيز حبّه لها طبعًا، والمشاركة في أداء مختلف الفروض الأخرى في رمضان كالتراويح وأن يقود الآخرين في المنزل كأخيه الأصغر سنًا أو والدته أو أخته. ومن هنا، سيشعر طفلك بأنه أكثر احترامًا وتوازنًا، ما سيحثه على تحسين أدائه للصلوات ويشجعه على أن يكون شخصًا أفضل.
صلاة الجمعة والعيد
يجب على الوالد أيضًا أن يصطحب ابنه الى المسجد في صلاة يوم الجمعة وصلاة العيد ومنذ سنّ صغيرة وتعليمه كيف يغتسل (حمام للصلاة)، حتى لو كان مستحبًا لا واجبًا. يجب أيضًا أن يقوم بنشاطات أخرى للعبادة في هذه المناسبة كتلاوة الذكر والطهارة ووضع العطر وارتداء الملابس المناسبة للصلاة. يجب أيضًا على الوالد أن ينبّه طفله لأهمية لهذا اليوم المميّز من خلال إخباره أنه سيحضر احتفالًا كبيرًا حيث سيخطب فيه عالم ديني محترم وموقر، ومن ثم سيقوم بالصلاة. ومن هنا، سيشعر طفلك بشحن عاطفي ويعتاد على التجمعات الكبيرة ويبجّل مقام إمام المسجد عندما يرى أن جميع الحاضرين ينصتون لخطبته ويحترمونها.