يمر أغلب الأطفال الصغار بمرحلة يتفوّهون خلالها بكلمات بذيئة كالشتائم والسباب، لكن الأمر ليس أنهم سمعوها من أشخاص آخرين ويريدون معرفة ردة فعلك فحسب، بل إنّها قد تكون سلوكًا طبيعيًا للأطفال ما قبل سنّ المدرسة، ويرجَّح تكراره بعد البدء بالذهاب إلى المدرسة أو الحضانة.
لماذا يفعل الطفل ذلك؟
لجذب الانتباه: بمجرد استخدام الطفل للكلمات السيئة يسبّب فزعًا واستجابة فورية من الكبار حول ما يقوله، سرعان ما يدرك أن الطريقة الوحيدة الأكيدة لجذب الانتباه هي استخدام الكلمات البذيئة. في أكثر الأحيان، ليست لديهم فكرة عما يتحدثون عنه أو السياقات التي تُستخدم فيها هذه الكلمات، إنهم يعرفون أنّ هذه "الكلمات سيئة" لها قيمة الصدمة وهذا أمر جيد بما فيه الكفاية.
إثبات الاستقلالية: يحاول الأطفال أن يبرهنوا على اختلافهم عنك وأنك لم تعودي مسيطرة على كل ما يعنيهم، فبمجرّد عدم قدرتك على السيطرة على ما ينطقونه بأفواههم فتكون هذه هي المساحة التي تنطلق منها ثورتهم نحوك.
للحصول على القبول: يريد الأولاد الأكبر سنًا أن يكتسبوا قبول أقرانهم فغالبًا ما يبدو السبب "لطيفًا" حيث إنّ الشتم مجرد طريقة لمحاولة الطفل ملء فراغ التجمع مع أقرانه.
كيف تتصرفين حين يتفوّه طفلك بكلمات؟
من الضروري أن لا تُفاجئي عندما يتفوّه بكلمات نابية، حيث إنه قد يكون غير واعٍ لمعنى الكلمات التي يتفوّه بها. ولكن من الضروري في المقابل أن لا تتصرّفي كأنك لم تسمعي شيئًا، لأنه قد يكون يفعل هذا الشيء فقط ليحظى باهتمامك.
وبدلًا من أن تريه أنك شديدة الصدمة، اشرحي له بوضوح وهدوء: "نحن لا نتفوّه بأمور مشابهة في المنزل". احرصي على إعطائه مثلًا يبرهن عن قناعتك بتخليكِ أنت عن هذه الكلمات.
من الضروري أيضًا أن تحثّي طفلك على الحديث عن مشاعره. ويمكنك أن تساعدي بأن تنصحيه بكلمات مقبولة، ليستخدمها عندما يكون غاضبًا أو محبطًا.
ويستمر الكثير من الأطفال بالتفوّه بالكلمات البذيئة حتى بعد أن يعلموا أن هذا الأمر غير مقبول. وقد يعود الأمر إلى احتمال سماعهم للكثير من هذه الكلمات في محيطهم أو لأنهم لا يعرفون كيف يعبّرون عن غضبهم وسخطهم بطريقة أخرى.
إن كان طفلك يستخدم دائمًا كلمات نابية باستمرار على الرغم من تدخلاتك مسببًا المشاكل، استشيري خبيرًا تربويًا ليوجّهك إلى الخدمات العائلية المختصة في هذا الصدد.