الاختصاصيَّة التربويَّة ريتا ماضي: هكذا نسلِّح أولادنا لمواجهة الحياة

الاختصاصيَّة التربويَّة ريتا ماضي: هكذا نسلِّح أولادنا لمواجهة الحياة

Aliaa by 11 Years Ago

كلُّنا نحلم بطفل منفتح يواجه المستقبل بثقة، و"لا يُخاف عليه" كما يقال.

بعيدًا عن الوصفات العجيبة، نورد لكم بمساعدة الاختصاصيَّة التربويَّة ريتا ماضي كيفيَّة تسليحه ليكون إنسانًا مرتاحًا في حياته.

اكتساب الاحترام: مع دخول الطفل إلى الحضانة، غالبًا ما يأخذ التواصل مع الرفاق شكل المواجهة، وبالتأكيد لا نريد أن يكون ولدنا مسيطرًا، ولا أن يسمح للآخرين بأن يسيطروا عليه، فقط نريد أن تكون له مكانته بين أصدقائه، وأن يحترم الآخرين وأن يجعلهم يحترمونه.

علِّميه أن في الاتحاد قوَّة، عندما نكون ثلاثة أو أربعة نكون أقل ضعفًا بمواجهة "القساة الصغار" في الصف.
اتركيه يحلُّ خلافاته الصَّغيرة بنفسه، أمَّا في حال مواجهة صعوبات لا يستطيع التغلُّب عليها (طفل ما يؤذيه مثلًا)، فمن الضروري دعمه، إذ يجب أن يعرف أنَّ بإمكانه الاعتماد عليكما.
شجِّعيه على طلب تحكيم المعلمة عندما يشعر بأنَّه مظلوم.

الثقة بالنفس وتقدير الذات: الثقة بالنفس ليست فطريَّة، بل تُكتسب شيئًا فشيئًا، عبر التجارب وتُغنى بتحقيق النجاحات.
ضاعفي من الجمل التي تشجِّعه على أخذ المبادرة مثل "أعرف أنك قادر على القيام بمفردك بذلك، أنا أثق بك"، فهذه الكلمات سيكون لها صدى كبير في نفسه وستخدمه في الأوقات الصَّعبة.
ساعديه ليتقبَّل إخفاقاته، ولا تسخري منه أو تتكلَّما عن إخفاقاته أمام الآخرين.
دعيه يكتشف نتائج أفعاله بنفسه ولا تتولي كل أموره، ساعديه ليفكِّر بالطريقة التي يحلُّ بها الموقف، فذلك سيعلِّمه الاعتماد على نفسه والخروج منتصرًا من المواقف الشَّائكة.
أظهري له سعادتك لكونه ولدك، وأنك ترينه يتمتّع بالكثير من الحسنات.

الانفتاح على الآخرين: القدرة على إقامة علاقات منسجمة مع الآخرين والتفاعل معهم هي من الأمور الرَّائعة في الحياة، فالطفل الاجتماعي يشعر بالراحة دائمًا أينما كان، وللبيئة العائليَّة دور في هذا المجال، فالأهل المنفتحون سيربُّون أبناءً على صورتهم.
إذا لاحظتِ أنَّه خجول قومي بالخطوة الأولى من أجله، حدِّدي الأولاد الذين يفضِّل اللعب معهم وساعديه على الاتصال بهم، ثمَّ اختفي ودعيه يلعب.
وسِّعي دائرة علاقات من خلال دعوة الأقارب أو الجيران ممن هم في عمره، وأدخليه في نادٍ أو مُحترف للأولاد.

الاستقلالية: يأتي الطفل إلى الحياة مع قدرة فطريَّة على الاستقلالية، لكنَّه يحتاج إلى التعلُّم لاكتساب هذه الصِّفة.
دعيه يقُمْ بالأعمال البسيطة مثل ارتداء جواربه.
لا تساعديه بمجرَّد أن يطلب ذلك عند قيامه بعمل جديد، الطفل الذي يُحمى كثيرًا يفقد روح المبادرة.
أوكلي إليه مهمّات يمكنه فعلها من دون مشاكل.

فرح الحياة: هل يمكن أن نعلِّم الطفل النظر إلى الحياة نظرة إيجابيَّة؟ بحسب علماء النفس الأمر أكيد، ففي الحقيقة، التفاؤل وفرح الحياة معديان، وإذا استطعنا أن نجعل أطفالنا سعداء منذ صغرهم، فسيعتقدون أن السعادة هي الأسلوب الطبيعيّ للعيش.
بين السنتين والثلاث سنوات، السعادة تُبنى عبر التبادل، لكي يكون سعيدًا، يحتاج طفلك لأن يكون الآخرون ممّن حوله سعداء، عليكما أن تشعراه بالحبِّ المحيط به.

التدرُّب على بذل الجهد: في عصرنا هذا لدى الصِّغار انطباع بأنَّ من السهل الحصول على ما يرغبون فيه، يجب أن يتعلَّم الطفل أنَّ الاشياء في الحياة تستحقُّ العناء. علِّميه القيام بالنشاط وإكماله.
اطلبي منه دائمًا القيام ببعض الجهد مثل تحضير المائدة أو مساعدتك في التسوُّق، ولا تنسي أن تهنّئيه.

التهذيب: التهذيب لا يعني فقط ترديد بعض العبارات، بل تعلُّم العيش مع الآخرين. فالطفل غير المهذَّب يجد صعوبة في إيجاد نفسه بين الآخرين.
اشرحي له أنَّ الآخرين يحبُّون الأشخاص اللطفاء الذين يقولون لو سمحت.
لا تنهريه إذا دخل عند جدَّته ولم يحيِّها، ملاحظة صغيرة مثل "أنت غاضب، لم تقل صباح الخير لجدّتك، ألم تنسَ شيئًا؟" سيكون لها تأثير أكبر عليه.
قلَّة التهذيب موجودة أينما كان، يمكنك أن تدلّيه عليها وتظهري له أهمِّية هذه القيم.
علِّميه الاعتذار، لأنَّه منذ السنة الخامسة يصبح قادرًا على معرفة متى يجب أن يقوم بذلك.

 

إضافة التعليقات

.