يمكن أن يعاني الطفل من الكآبة ولكنّ الراشدين لا يلاحظون الأمر.
إذا كان طفلك حزينًا، فهل يعني ذلك أنه يعاني من الكآبة؟ ليس بالضرورة. قد يكون ببساطة يختبر فترة عصيبة، فالكآبة هي أبعد وأكبر من مجرَّد تغيّر مؤقت في المزاج، فهي إحساس بفقدان الأمل ونقص الطاقة والحماسة، يمكن أن يدوم لأسابيع أو أشهر أو حتى سنوات في بعض الحالات، لكن إذا اكتُشفت مبكرًا يمكن علاجها وتفاديها في المستقبل.
الأعراض: يمكن للكآبة أن تتمثَّل في سلوك طفلك بطرق عدة، يمكن أن تلاحظي أن طفلك حزين ويبكي غالبًا أو لا يستمتع أثناء اللعب، كما أن المزاج الكئيب والتقلبات المزاجيَّة شائعة أيضًا، فضلًا عن أنه قد يعاني من مشكلة في الاختلاط مع الأطفال الآخرين أو أفراد العائلة.
ومن العوارض، نقص الطاقة وانعدام القدرة على التركيز وقلة الاهتمام وقلة تقدير الذات والإحساس بالذنب والتشاؤم والأداء الضعيف في المدرسة والتذمُّر المتكرِّر وعوارض جسديَّة مثل أوجاع الرأس والمعدة ومشاكل في الأكل والنوم.
إذا عانى طفلك من أحد هذه العوارض لأسابيع عدة أو أكثر، وأثّرت على أدائه في المنزل والمدرسة، فلا بد من أن تستشيري متخصِّصًا للمساعدة.
أسباب الكآبة: أجمع العلماء على أن الكآبة هي نتيجة لاجتماع عوامل بيولوجيَّة وبيئيَّة وتغيُّر في كيمياء الدماغ، غير أن وجودها أو وجود أيّ مرض نفسيّ آخر في التاريخ الوراثي العائلي هو السبب.
كذلك قد تكون ناتجة عن صدمات في أحداث الحياة أو هجران أو مشاكل دائمة في المدرسة أو عنف عاطفي أو جسدي أو جنسي أو خسارة الأحباب في بعض الأوقات.
العلاج: أثبتت الدراسات أن العلاج النفسي وخصوصًا علاج السلوك المعرفي والعلاج الشخصي، هو الأفضل للكآبة وتنفع كليًا في معظم الأحيان، ولكن في أحيان أخرى وفي الحالات الحرجة، تكون الأدوية ضرورة. أما بالنسبة للأدوية المضادة للاكتئاب، فلا ينصح بها الأطباء كثيرًا بسبب تزايد حالات انتحار الأطفال الذين يتناولونها، إذ إن ضررها أكبر من فوائدها.