لا شك في أن لكل ولد من أولادك شخصية يتميّز بها عن بقية إخوته ويتطلب معاملة خاصة به، ومن العوامل التي تؤثّر في تكوين هذه الشخصية موقع كل ولد في الأسرة.
الاختصاصية النفسية في التربية ريتا مرهج تضيء أكثر على الموضوع.
الولد البكر
تقول مرهج: للولد البكر مميزات رائعة أهمّها الشعور بالمسؤولية، فهو يتعلّم منذ الصغر تحمل المسؤوليّات وهنا تؤدّي الأم دوراً مهماً، لكن عليها أن لا تبالغ فيه بذريعة معالجة الغيرة لأن ابنها ما يزال طفلاً بريئاً ويمتلك خصائص تتناسب وعمره من المفترض احترامها.
أما الخاصية الثانية، فهي التفوّق في المدرسة وهي تعود الى الغيرة أيضاً التي تشكل دافعاً للكثير من السلوكيات، فالولد عندما يتخبط بمشاعر الغيرة في المنزل، يحاول التفتيش عن استراتيجيات للتغلب عليها، فيكتشف أن تفوّقه في المدرسة يمكن أن يميّزه عن إخوته الأصغر منه ويمكن أن يعيد إليه الأبهة - إذا جاز التعبير - التي كان ينعم بها قبل ولادة أول أخ له.
الولد الأوسط
يُعدّ الأكثر توازناً لأنه يولد بوجود طفل آخر، وذووه لا يعطونه الاهتمام الكافي خوفاً من إثارة مشاعر الغيرة لدى شقيقه البكر، فينمو من دون أن يحصل على الدلال الذي حصل عليه شقيقه وهذا أحياناً يكون خطأ ولكن يمكن أن يكون لمصلحته.
أما السمة الثانية، فهي غياب ظهور بعض ملامح شخصية البكر في الطفل الأوسط، فهو يكون معجباً ومقلداً لتصرفات أخيه الأكبر وحتى في المستوى الدراسي فيشابهه في التفوّق. إلا أن المشكلة تكمن إذا لم يستطع هذا الطفل أن يصل الى المستوى نفسه، الأمر الذي سيخلق منافسة ولا سيما إذا ما تعمّد الأهل المقارنة بينهما ما يشعره بالفشل.
الولد الأصغر
ينشأ الولد الأصغر على الاتكالية فهناك دوماً من يقوم بالعمل عنه، ويعتاد الحصول على كل شيء على طبق من ذهب. أما عندما يصل الى مرحلة المراهقة فينتفض من هذه العناية وهذا أمر إيجابي وضروري أن يمرّ به لكي ينال استقلاليته ويبتعد عن الاتكالية المضرّة.
الولد الوحيد
يشبه الولد الوحيد الولد البكر إلى حد بعيد في العائلة إذ يستثمر الأهل فيه طاقتهما وأفكارهما. وهذا له إيجابياته وسلبياته لأنه يدفعه الى التفوّق في المدرسة وفي أن يصبح ذكياً ومنفتح الذهن وطليق اللسان، إلا أن زيادة استثمار الولد ووضع الرهانات عليه سلبية إن لم يكن لديه إخوة ليتقاسم وإياهم الحمل، كما أنه لا يملك القدرات الكافية لتنفيذ ما يحلم به الأهل.