اختيار الرياضة المناسبة لشخصية كل ولد وعمره أمر أكثر أهمّية من الرياضة بحدّ ذاتها، لكن متى يحين موعد الانطلاق؟
اعتباراً من سن السادسة، تخوّل القدرات الجسدية الولد البدء بمزاولة أي رياضة يرغب بممارستها، وما بين السابعة والثالثة عشرة، تكون قدرته على التعلم في أوجها: فالذاكرة تعمل بشكل كامل، اللياقة البدنية ممتازة، وحس التوازن لا يتطلب أكثر من التقدم، أما القوة والقدرة على التحمل فلا تقلان كثيراً عن تلك التي يتمتع بها الراشد.
تشير الدراسات القائمة على متابعة الأولاد، إلى أن هؤلاء يظهرون قدرات كبيرة على التناسق الحركي، ما بين السابعة والحادية عشرة، في حين يهتم ابن التاسعة والعاشرة بنتائج نشاطه الرياضي، فيكتشف إلى أي مدى تمنحه الرياضة قيمة ذاتية.
لكل رياضة خصائصها
بنظرة سريعة على بعض الرياضات قد يتمكّن ولدك من تحديد ما يريد وقد تساعدينه في الاختيار.
الجودو: الأكثر ملاءمة للصغير في كل الظروف. يساعده على تأمين الوضعية السليمة لعموده الفقري، على التوازن الجيّد عندما يقف على رجل واحدة، على إحكام الحوض والوركين في مكانهما، على رفع وزن محدّد، وعلى السقوط أرضاً من دون التضرر.
الجيمناستيك: يمكن البدء بهذه الرياضة اعتباراً من الرابعة، وهي تقوم على تمارين خاصة للتوازن والقفز والشقلبة. ثم شيئاً فشيئا يبدأ العمل على الليونة والرشاقة (لكن بحذر شديد)، وعلى تقوية العضلات والتناسق الحركي. إنها رياضة مثالية تساعد في النمو المتجانس للجسد. الفتيات يمارسن التمارين على الأرض مصحوبة بالموسيقى وعلى العارضة أو الحصان، والفتيان يمارسون لعبة العارضة الثابتة والعارضتين المتوازنتين.
التنس المصغّر: منذ نحو عشر سنوات بات بإمكان الأولاد، أبناء الخامسة، ممارسة كرة المضرب بشكل مريح: فالمضرب يتلاءم مع أجسادهم ونموهم والكرة طرية، أما الملاعب فهي بقياسات مصغرة علماً أن هذه الرياضة تنمي سرعة الحركة والتناسق بين الفخذين واليدين وبين النفس والجسد.
السباحة: تعلم السباحة لا شك في أنها تحمي حياة ولدك، من ناحية ثانية تعتبر أفضل وسيلة لتعزيز ثقته بنفسه، وهي تعمل على تقوية العمود الفقري بكل فقراته، وتستطيع في بعض الحالات تأخير ظهور الاعوجاج أو الانحناء لدى المراهقين.
التزحلق على الجليد: ممتاز للأولاد لأنه يعلمهم التوازن، يمكن البدء به اعتباراً من سن الخامسة، إنها رياضة تتطلّب الكثير من التدريب، كما أن السقوط أرضاً يسبب ألماً معنوياً أكثر منه جسدياً.