مع اقتراب العودة إلى المدارس، تستعد العائلات للنشاطات المدرسية بدءاً من الاستيقاظ صباحاً إلى الفروض المنزلية، ومهمة إيجاد الخيارات الغذائية المتوازنة لفطور الأطفال وغدائهم. ولاشك أن إعداد صندوق طعام مناسب للأطفال يمنحهم الطاقة والصحة اللازمة ليومهم ليست أمراً بسيطاً. ولا يمكن إهمال أهمية الطعام بأي شكل من الأشكال. إلا أنه ببعض الإبداع والدقة، سيتمكن أولياء الأمور من إعداد وجبات طعام أطفالهم بشكل جيدة ليكون يومهم الدراسي مثمراً وعامراً بالصحة والحيوية.

 

إن تحضير صندوق طعام غني ومتوازن يؤثر بشكل مباشر على نمو الطفل وتطوره وصحته عموماً. ولذلك، قدمت الدكتورة رانيا ديب، استشارية طب الأطفال في عيادات هيلث بلاس لصحة الأسرة، الفرسان، جزء من مجموعة M42، بعض النصائح لإعداد صندوق طعام صحي للأطفال.

يعتبر التخطيط مفتاح نجاح إعداد صندوق الطعام الصحي. لذلك يتعين تخصيص بعض الوقت أسبوعياً لوضع خطة لمكونات صندوق الطعام، إذ يجب أن يحتوي على الخضروات والفواكه والبروتينات والحبوب. ويمكن تشجيع الطفل على المشاركة في التخطيط لزيادة إقباله على وجبته.

وشددت الدكتورة رانيا على أن الهدف يجب أن يكون جمع لونين على الأقل من الفواكه والخضروات. فهذا لا يعزز من جاذبية صندوق الطعام فحسب، بل يضمن حصول الطفل على الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة الضرورية. ويمكن إضافة بعض الجزر والطماطم الكرزية وقطع الخيار والتفاح والتوت لتعزيز إقبال الطفل على الطعام.

تعتبر الوجبات الخفيفة عنصراً هاماً ليوم الطفل، إذ تمنحه دفعة سريعة من الطاقة بين الوجبات. إلا أنه يتعين أن تكون هذه الوجبات صحية، وخالية من السكريات المضافة وغنية بالمغذيات. ويمكن الاعتماد في ذلك على الزبادي، وقطع الجبن، والمكسرات والحبوب، وتجنب الأطعمة المعالجة مثل رقائق البطاطس والبسكويت، والتي قد تكون سبباً لانخفاض سريع في مستويات الطاقة خلال اليوم.

غالباً ما يتم تجاهل شرب الكميات اللازمة من السوائل، وذلك لا يقل أهمية عن الطعام في صندوق الطعام. وتقترح الدكتورة رانيا: "يجب تشجيع الأطفال على شرب الماء طوال اليوم". ويعد إرسال زجاجة ماء قابلة لإعادة الاستخدام إلى المدرسة طريقة رائعة لتذكيره بشرب ما يلزمه من الماء. ويمكن أيضاً تضمين زجاجة صغيرة من الحليب أو عصير الفواكه الطازج والخالي من الإضافات كبدائل، ولكن يجب أن يكون الماء هو المشروب الأساسي.

عند تحضير السندويشات أو الوجبات الخفيفة، يجب اختيار الحبوب مثل خبز القمح الكامل أو الأرز البني أو الكينوا لأنها غنية بالألياف، مما يساعد في تعزيز شعور الأطفال بالشبع ليتمكنوا من التركيز طيلة يومهم الدراسي. وبالإضافة إلى ذلك، تحتوي الحبوب الكاملة على العناصر الغذائية الأساسية مثل الفيتامينات والحديد التي تدعم الصحة العامة.

 

كما أن البروتين هو عنصر آخر مهم في صندوق الطعام للنمو والتطور، ويحد من الشعور بالجوع. ولا يساعد البروتين في بناء العضلات فحسب، بل أيضاً في الحفاظ على استقرار سكر الدم. وأشارت الدكتورة رانيا: "إن التوازن الجيد بين الحبوب الكاملة والبروتين يمكن أن يوفر الطاقة طوال اليوم".

إن إعداد صندوق طعام متوازن للطفل يعزز من عافيته ويدعم أداءه الدراسي. ولابد من إدخال البروتينات والكربوهيدرات والدهون والألياف بالحصص والنسب الموصى بها لتعزيز سعادة الطفل وضمان حصوله على المغذيات الضرورية. ويجب تجنب الاعتماد بشكل كبير على أي مجموعة غذائية واحدة، والحرص على التنوع في كل وجبة. وباتباع هذه الإرشادات، يمكن التأكد من أن صندوق طعام الطفل مليء بالخيارات المغذية التي تعزز صحته ونموه.