للوالدين: أحبّوا أولادكم من دون شروط

للوالدين: أحبّوا أولادكم من دون شروط

Nawa3em by 11 Years Ago

حبّ الأهل لأبنائهم هو الغذاء الأساسي لنموّ سليم وتطوّر ذهني صحيح للأطفال، هو حبّ لا شبيه له في أيّ علاقة أخرى لناحية العطاء والتضحية.

لكن هل يصل إلى درجة الحبّ غير المشروط؟ وهل العطاء فيه يكون فعلاً بلا مقابل؟ وما هي أهمّية أن نُشعر الطفل بهذا النوع من الحبّ؟

أسئلة تجيب عنها المعالجة النفسيّة جيزيل حداد محفوظ في حديثها لـ"نواعم".

ما أهمّية أن نُشعر الطفل بالحبّ غير المشروط؟
الحبّ غير المشروط ليس الحبّ المطلق بل الحبّ المعطى بلا مقابل أو شرط، ومن الضروري توفّره وتأمينه للطفل كاملاً في السنة الأولى من حياته لأن غيابه يؤدّي إلى أضرار كثيرة.
هناك قواعد تربويّة مغلوطة يضعها الأهل في هذه السن منها "عدم حمل الطفل أثناء بكائه كي لا يعتاد على الأمر"، أو قول الأم "لقد أكل وشبع وغيّرت له، ما الذي يجعله يبكي؟". لكن الحقيقة أن الطفل في هذا العمر يحتاج أحياناً إلى حضن أمه ليشعر بالأمان وبوجوده ليس أكثر. وهذه القواعد تجعل الطفل يلتمس الحبّ غير المشروط من قبل والديه.
بعد السنة الثانية، يمكن الانتظار قليلاً ريثما تتمكّن والدته من تلبية احتياجاته، فهو بات قادراً على إدراك فكرة الوقت، واستيعاب أن حاجاته يمكن أن لا تلبّى ساعة يشاء من دون أن يُشعره ذلك بأنه مهمل أو منبوذ.

رفض متبادل

وهل حبّ الأهل لأبنائهم هو حبّ غير مشروط فعلاً؟

من المفترض أن تنمّ تصرّفات الأم وسلوكيّاتها عن حب غير مشروط، لأن خيار إنجاب الطفل منذ البداية كان لتلبية رغبة الثنائي في أن يصبحا أماً وأباً. ولكنهما يضيّعان هذا الهدف وأحياناً يشعران بأنهما لا يحبّان أولادهما، وهو شعور طبيعي.
هذه المشاعر السلبيّة قد تأتي نتيجة الإرهاق، والتوتر في العمل، والمشاكل اليوميّة وعدم توفر الوقت الكافي للاعتناء بالأولاد، ومع ما يُلحقه ذلك من إحساس بالذنب. ومع ذلك، ينتظر الوالدان شعوراً بامتنان لا يلمسانه من أولادهما، فنرى الطفل يرفض أمه ويقول لها مثلاً "لا أحبك" نتيجة عدم تلبيتها إحدى رغباته من غير أن تشعر، فتنزل الأم الى مستواه وتدخل معه في اللعبة لتردّ عليه بالطريقة نفسها "أنا أيضاً لا أحبك"، وهنا تقع في خطأ فادح.

وما تأثير ربط الحبّ بمدى تجاوب الطفل معنا وخضوعه لأوامرنا؟
عندما يتعاطون مع الطفل ويريدون نهيه عن بعض الأفعال، فإنّ معظم الأهل لا يستخدمون الأسلوب المناسب ويعتمدون أساليب لا تصيب الهدف مثل القصاص أو الضرب.
وبعد التجربة والخبرة، يلاحظ هؤلاء أن الطفل لا يتوقّف عن القيام بالأفعال التي نُهي عنها إلّا بعد تهديده بخسارة حبّهما، عندها يشعر الوالدان بأنهما حقّقا النتيجة التي يريدانها، لكن هذا النجاح يكون على المدى القريب فقط. أمّا على المدى البعيد، وبما أن الولد لم يفهم دوافع المنع فيتوقّف عنه فقط كي يحافظ على حبّ والديه، وهذا سيؤدي الى شعوره بعدم الأمان ويدفع به لاحقاً إلى أخذ قراراته لا تبعاً لقناعاته بل على أساس كسب الحبّ أو خسارته مع أيّ كان لا على صعيد علاقته بوالديه فقط.

ما هي العبارات الخاطئة التي يستخدمها الوالدان وتربط حبّهما لابنهما بشرط؟
هي العبارات التي تهدّد الطفل بخسارة الحبّ الأبوي كأن يقال: "أنا لن أحبّك ما لم تقم بهذا الأمر"، "أنا غاضبة منك لأنك لم تفعل ذلك" و"لا تتكلم معي بعد الآن".
من الأفضل أن يقال:"أنا لا أحبّ ما تفعله"، أو "أنا منزعجة مما فعلته"، و"ما قمت به غير مقبول"... وبهذا نوجّه غضبنا للفعل لا نحوه فيشعر بالأمان.

 

إضافة التعليقات

.