الصداقة
الصداقة من أعذب المناهل التي تساعد الإنسان على الاستمتاع بالحياة، كما أنّها علاقةٌ معروفةٌ منذ أقدم العصور، وذلك لأنّها تعتبر من أهم العلاقات الإنسانية التي تأخذ صدى كبيراً في مجالات الحياة المختلفة، سواء أكانت نفسية، أم اجتماعية، أم في مجالات الأدب والفنون، حيث إنّها من أهم الأمور التي تساعد على النهوض في العلاقات الاجتماعية وتحمي الصحة النفسية للفرد.
ما هي الصداقة الحقيقية
الصداقة الحقيقية هي العلاقةُ التي تنشأ بين طرفين يمتلك كل منهما اهتمامات مشتركة تمكّنهما من أن يقضيا وقتهما معاً باستمتاع، كما أنّ بينهما العديد من التجارب المشتركة والتاريخ المشترك والقيم المشتركة، ويملكان التأثير الإيجابي على حياة بعضهما، لتكون علاقتهما عمادها الإخلاص وحب الخير للآخر والالتزام، ومساعدة كل منهما الآخر للارتقاء بنفسه وتقديم التشجيع له ومنحه القوة للسير في طريق الحياة.
تدوم بعض الصداقات وتبقى حتّى آخر العمر على الرغم من وجود بعض الخلافات والصعوبات واختلاف وجهات النظر، كما تنهار صداقات أخرى على أبسط الأسباب ولا يُجدي معها أيّ إصلاح، لذا يجب الانتباه إلى أنّ هذه الصداقات لم تكن صداقة حقيقية من الأساس، فالصداقة الحقيقية لا يمكن أن تتزعزع بخلاف بسيط.
حقوق الصداقة
عند اختيار الصديق لا بدّ من البحث عن بعض الصفات الواجب توافرها فيه لتحديد كونه صديقاً حقيقياً أم لا، من هذه الصفات الإيثار والإخلاص. أيضاً الانسجام والتوافق معاً. والثقة التامة كل منها في الآخر. تقديم يد مساعدة الصديق دون تفكير. الدفع للتطوّر والنجاح.
الصديق الحقيقي هو الصديق الذي يعطي رأيه الحقيقي في كلّ شيء يراه في صديقه، ولا يجامله على حساب مصلحته على الإطلاق، فهو يقول رأيه بمنتهى الصراحة حتّى وإن أغضب صديقه، فهو لا يخاطر به من أجل إرضائه، وإنّما يسعى دائماً لأن يكون بأفضل حال، وهو أيضاً لا يوافقه دائماً على اختياراته أو قراراته، وإنّما يختلف معه كثيراً وكلّ ذلك من أجل مصلحته.
فوائد الصداقة
للصداقة فوائد كثيرة منها أنها تساعد على تحسين طبيعة الحياة، حيث إنّ وجود أشخاص إيجابيين في حياة الإنسان يُشعره بالسعادة، والدعم، والامتنان، ويُقلّل شعوره بالوحدة، ويجعله أكثر قدرةً على العطاء ومساعدة الآخرين. كما تؤدي إلى تطوير المهارات الشخصية. فالصداقات لا تقتصر على تحسين طبيعة الحياة فقط، إنّما تُساهم في تطوير المهارات الفردية، ومن جهةٍ أخرى تُساهم الصداقة في تعزيز الصحة العقلية والصحة الجسدية. كما تساعد على التعامل مع التوتر بشكل أفضل، حيث يُساعد الأصدقاء على التعامل مع التوتر بشكل أفضل، ويمنحون أصدقاءهم خيارات أفضل تُبقيهم أقوياء، وأخيراً فقد وُجد أنّ الصداقة تُساهم في تعافي الشخص من مرضه بشكلٍ أسرع.