
قوة العقل الباطن
يشمل مفهوم العقل الباطن العناصر التي تتكون منها الشخصية، وقد يعي الشخص بعضاً منها كجزء من تكوينه، ويبقى البعض الآخر بعيداً عن الوعي. وبشكل عام طبقاً للعلماء النفسيين يحتوي العقل الباطن على محفّزات ومحركات داخلية للسلوك، كما يعتبر المقرّ الرئيس للطاقة النفسية والجنسية والخبرات المكبوتة، وقد اختلفت آراء العلماء في تفسيره لكن الرأي الأكثر شيوعًا في تفسير قوة ما يمكن أن يفعله العقل الباطن يقول أنه يمكن أن يجهز الردود البسيطة المحفزة، وأن يقدم الحقائق الأساسية، وأن يدرك الأشياء، وأن يمارس الأمور التي تدربت عليها. أما الإدراك المعقد الذي يشمل التخطيط، والتعليل المنطقي، وجمع الأفكار، فيحتاج لتفكير العقل الواعي، وهذا هو الفرق بين الإثنين باختصار.
قوة العقل الباطن والأحلام
عندما يكون الإنسان تحـت ضغط نفسي، ويواجـه صعوبة في التأقلـم مع الحياة اليومية الصعبة التي يعيشها، ويلازم ذلك شعور بعجزه في إيجاد حلول لمشكلاته؛ هنا يصـبح هذا الأمر مصدر إجهاد نفسي وتوتر عصبي شديد بالنسبة له، وعندما تتزايد شدة الضغوطات قـد يفقد الشخص القدرة على الاتزان والتـكيف مع الحياة، فتتراكم كل هذه الضغوط داخل العقل الباطن.
وبسبب ذلك يتخذ الجسم رد فعل دفاعي فيلجأ إلى الهروب من تلك الضغوطات إلى عالم اللاوعي أثناء الأحلام، وقـد أثبـتـت الدراسـات أن الأحـلام المزعجة والكوابيس التي يتـعرض لها الـبعـض هي ناتجة عن الاضـطرابات والضغوطات اليومية التي يتعرض لها الإنسـان. وتتزايد الأحلام طردياً مع وجود ضغط نفسي شديد، وتتناقص عندما تخف الضغوط.
لهذا فهناك علاقة مباشرة بين الأحـلام بـما فيـها أحلام الـيقـظة وقوة العقل الباطن، وتعتبر نوعـًا من النـشاط العـقلي الـذي يحـدث داخل مخ الإنسان خـلال نومه، وتُعبـر عن أحاسـيس وأفـكار ومشـاعر وشعور بالـقلق في حالة تحولها إلى كوابيس، لتعبر عن تراكمات العقل الباطن.

قوة العقل الباطن عند الأطفال
هناك تقنيات وأساليب عديدة تساعد في برمجة الطفل وتحفيز قوة عقله الباطن، من أشهر تلك الطرق إشعاره بذاته، فللأسف بعض الوالدين يرتكبون العديد من الأخطاء في النظر للطفل دون الأخذ في الإعتبار حديثه وحركاته، لذلك لا يسمع لحديثه ولا يلقى له بال، بهذا فينصح الخبراء الإجتماعيون بضرورة الجلوس مع الطفل والحديث معه وحسن الإستماع له مع تصحيح المعلومات الخاطئة له أولا بأول، فهذا الأمر يشعره بذاته، وهنا يستطيع الوالدان تحفيز عقله الواعي والباطن عبر تعليمه كل ما يريان أنّه في صالحه.
كما أن الرسائل الإيجابية التي يقولها الوالدان تعتبر وقود الثقة التي يختزنها العقل الباطن ومع الأيام تنعكس على سلوكه، وبشكل عام فأفضل وقت يكون فيها العقل الباطن متهيئاً للبرمجة هو ما بين حالة اليقظة واستسلام الشخص للنوم، لهذا ينصح بقراءة قصص تغرز سلوكا إيجابياً مع كل قصة تحكى.