
تعد تربية الأطفال من أصعب الوظائف في العالم، فالعديد من الناس يشعرون بأنّهم أقل استعداداً لهذه الوظيفة. وهذه بعض النصائح التي يمكن للمربّين اتّباعها لتربية أطفالهم تربية ناجحة تقوم على القيم والأخلاق الحسنة. في هذا المقال نستعرض معا كيفية غرس القيم عند الأطفال.
طرق غرس القيم عند الاطفال
أكثر ما يؤثر على الاطفال؛ لاكتسابهم الأخلاق الحسنة هي مشاهدتهم لآبائهم يطبقونها في حياتهم اليومية، فلهذا يجب أن يحرص الآباء على إظهار الأخلاق الحسنة في عملهم وحياتهم اليومية وتعاملهم مع أطفالهم، ومحاولة لفت انتباه الطفل إليها.
يجب بداية تحديد الأخلاق التي يُراد تعليمهم إياها، فهناك أخلاق متّفق عليها عالمياً كتجنّب الكذب والغش والسرقة والتحلي بالأمانة والصدق، وهناك أخلاق متعلّقة بالمعتقد الديني وأخرى متعلّقة بالعادات العائلية. فيجب التفكير في هذه الأخلاق وتحديد الأولوية للأخلاق الرئيسية؛ كالصدق والأمانة والتعاطف والاحترام وتعليمها للطفل منذ صغره، والانتقال تدريجياً للأخلاق الأكثر تعقيداً كلّما كبر وزاد استيعابه، فبالتأكيد لا يستطيع الطفل تعلّم جميع الأخلاق دفعة واحدة.
اهمية غرس القيم عند الاطفال
تمنح الأخلاق الثقة الكبيرة بين أفراد المجتمع من حيث الأعمال التجارية والاجتماعية والعقود وبناء الشركات والتعامل والمشاركة مع بعضهم البعض، وتمنح أيضًا التربية الجيدة للأطفال لكي يسهموا مستقبلًا في نشر الأخلاق، وفي حال انعدامها يكون المجتمع ملوثًا بعدم الأمانة بين أفراد المجتمع وهذا يؤدي إلى انهيار المجتمع والحضارة، ولذلك يجب تعليم الأخلاق والمبادئ الأخلاقية للأطفال والشباب بشكل مستمر لكي يكون هنالك جيل جديد متعلم وذو أخلاق وقادر على بناء وتطوير المجتمع، فما هي القيم الأخلاقية التي ينبغي تعليمها لأطفالك.

بناء القيم عند الاطفال
من أفضل الأخلاق في التعامل مع الآخرين هي إشعارهم بالتقدير والامتنان نظراً لمجهودهم أو ما يقومون بتقديمه في عملهم أو حياتهم، فيجب على الآباء تشجيع أطفالهم على التعبير عن تقديرهم لأفراد أسرتهم ومدرسيهم وزملائهم في كل فرصة متاحة.
يجب استغلال المواقف اليومية التي يمر بها الطفل، ولا تجعلها تمر مرور الكرام؛ بل وظفها في توجيهه بتعليقاتك وبلمساتك التربوية، فنجد أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم كان يستغل المواقف لتربية الصحابة، فقد كان معهم يوماً، فإذا بامرأة تبحث عن طفلها، وضمته فور أن وجدته، فأراد أن يغرس قيمة حب الله للعبد، فقال صلى الله عليه وسلم: "أَتَرَوْنَ هَذِهِ الْمَرْأَةَ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِى النَّارِ؟". قُلْنَا: لاَ وَاللَّهِ وَهِىَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لاَ تَطْرَحَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- "لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا"(متفق عليه).
ويمكن استغلال فترة مشاهدة الأطفال لأفلام الكارتون، لغرس بعض القيم اليومية اليسيرة، وأيضا أوقات ألعاب الفيديو، واستوقفهم عند المشاهد التي تتناول قضايا تربوية تهمك – سلبية أو إيجابية - لتتبادل معهم النقاش في الدروس المستفادة، وليكون النقاش على هيئة أسئلة، يتبادلون فيها آراءهم، وتُعقب بدورك خلالها بلطف.
زرع القيم عند الاطفال
يتميز معظم الأطفال بحس الفضول والاستكشاف وحب التعلم، ولكن يجب تحديد طرق ومبادئ للتعلم، وتوضيح الأمور الإيجابية والأخلاقية أيضًا، كما يوجد عدد كبير من الطرق لدعم الأطفال للتعلم، ومن بينها: مساعدة الأطفال على الاستكشاف وإيجاد الحلول معًا، وهذا يساعدهم على زيادة الثقة في الأهل وحب التعلم. توفير الظروف والأجواء المناسبة للتعلم والمساحة الكافية للاستكشاف، وذلك من خلال التجربة وتوضيح ماهية الأخطاء. تشجيع الأطفال على تسجيل الملاحظات وحفظ التجارب وتكرارها، من أجل معرفة الصواب والخطأ، وذلك عن طريق الرسم والكتابة والتصوير. استخدام العناصر المتوفرة في المنزل لإنشاء تجربة واستكشاف الغامض منها والاستفادة من الأجهزة الإلكترونية الخاصة، والدخول إلى الإنترنت والبحث عن المعلومات المهمة.
المراجع:
https://www.lahaonline.com/
https://sotor.com/
https://makkahnewspaper.com/