
قد نكون قادرين على بناء علاقات عامة وإنسانية متعددة ومختلفة، ولكن دائماً هناك علاقات نحلم أن تكون أفضل وأقوى من غيرها. العلاقات الإنسانية تعتمد على تفهم حاجات الفرد والجماعة و تركز على العنصر البشري أكثر من التركيز على الجوانب المادية.
ما هي مراحل تطور العلاقات الإنسانيّة
تمر العلاقات الإنسانية بالعديد من المراحل المتعددة، والتي يعيش فيها الشخص الكثير من المشاعر الإيجابية، وفي بعض الأحيان السلبية، كلحظات قوة وضعف، وتتمثل تلك المراحل في:
- البداية وهي تمثل اللقاء الأول بين الأشخاص، ورؤية من هم في العلاقة بعضهمم للوهلة الأولى. فإن كانت علاقة حب، فالبداية هي أهم مراحل العلاقات الإنسانية، وكذلك إن كانت العلاقات علاقات عمل، فإن المقابلة الأولى هي الأهم والتي على أساسها يتم الحكم على باقي العلاقة.
- التجربة، وفي هذه المرحلة يتم التعارف بشكل أوسع وأكبر وفيها أيضاً يتم تبادل الاهتمامات، سواء الفكرية، الثقافية، الفنية أو حتى السياسية وغيرها، لذلك يجد الجميع انها من أهم المراحل.
- التعزيز خلال تلك المرحلة تتمّ تقوية العلاقات بشكل أكبر وأشمل، من خلال تكرار المقابلات، كثرة الكلام معا، تبادل الهدايا والرسائل
- مرحلة التكامل يتم خلالها تشابه وتشابك الاهتمامات فنجد أن من هم في العلاقة توحدت الأراء والأفكار بينهم.
- الارتباط آخر تلك المراحل، ويلتزم كل طرف نحو الآخر في كثير من الأمور، والعمل ، والمساعدة، وحل المشاكل.
- الإنهاء: تمثل المرحلة الأخيرة انتهاء العلاقة، إما بالانقضاء في حالة العلاقة السليمة أو بالانفصال.

العلاقات الإنسانية
كما أشرنا سابقاً ان وجود العلاقات الإنسانية أمر مهم في حياة البشر، ومن ضروريات الحياة على الرغم من اختلافات جنسهم أو لونهم أو معتقداتهم أو مكان وجودهم في العالم، العلاقات الإنسانية متعلّقة ومرهونة بما عند غيرنا من البشر.
وتعتبر العلاقات الانسانية من العوامل المهمة في توطيد الثقة في نفوس العاملين على سبيل المثال، وتوفير بيئة عمل مناسبة ومشجعة لممارسة الوظيفة بكل قدرة على التميز والمستوى العالي من الإنجاز.
الفعالية والحيوية في مفاهيم العلاقات الإنسانية تركز اهتمامها على الأفراد أكثر مما تركز على الآلات أو التقنيات، لأن هذا أمر طبيعي فالأفراد هم من يمتلكون الشعور والإحساس بالآخرين.
أنواع العلاقات الإنسانية
تختلف أنواع العلاقات من شخص الى آخر وفقاً لنوع العلاقة، ومن أبرز أنواع العلاقات الإنسانية:
- العلاقات المادية، وهي تلك العلاقات القائمة على حاجة كل شخص وتفضيلاته واختياراته وتقوم على تبادل المنفعة مثل التجارة.
- العلاقات العاطفية هي علاقة قائمة على أساس المحبة كالزواج والارتباط أو العلاقة مع الشريك في العمل.
- العلاقة بالنفس وتتمثل في الوضع الداخلي للإنسان، من خلال معرفة الإنسان لنفسه واحتياجاته الشخصية والتي تتربت عليها علاقته بغيره.
- العلاقة بالأشخاص الآخرين، وهي تلك العلاقة التي تنظم علاقات الإنسان بغيره ضمن عدد من المحددات والأمور مثل محدد الدين، العادات والقيم وغيرها.
قوانين في العلاقات البشرية
على الرغم من أنواع العلاقات المتعددة ودورها في تنمية شخصية الفرد ما يؤثر إيجابياً عليه، هناك عدد من القوانين التي تحكم العلاقات البشرية، تتمثل في:
- قانون الصراع النفسي، وهو ذلك القائم على اختلافات الناس وكيف يصل لهم ويتأثر بعوامل ومحددات عدّة؛ كالدين، والمبادئ والقيم، والمصالح الإنسانيّة.
- قانون القيم والأخلاق، تؤثر القيم والمثل العليا عند كثير من البشر في أشكال وأنماط تعاملهم معاً، فاختلافهم في الكثير من السمات يؤثر بشكل واضح على علاقاتهم بعضهم البعض.
- قانون الوعي، وهو ذلك القانون الذي يعتمد على إدارك الشخص للأخطاء لتصحيحها لكي يقوم بالصواب.
- قانون الحب، فدائماً يميل الإنسان إلى الاندماج مع الآخرين ضمن معايير ومؤثرات من الحبّ والمشاعر المتبادلة.
- قانون التسامح والغفران، يتمثل في أن يتمتع الشخص بقدرة على مسامحة الآخرين على أخطائهم.
الإسلام والعلاقات الإنسانية
عرف الإسلام بدعوته للأخلاق الحميدة، والحث على العلاقات الإنسانية الناجحة والتعايش مع الآخرين رغم اختلافاتهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً» رواه البخاري ومسلم، أي إن المؤمن يجب أن يعيش مع أخيه حياة كريمة طيبة متماسكة والاخوة هي حق مطلوب من كل مسلم، ولا يحق لأي مسلم ان يهمل هذه الحقوق .
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم «والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه». فالحديث النبوي الشريف صريح في نفي الإيمان عمن لا يحب لأخيه ما يحب لنفسه.
نتائج العلاقات البشرية السليمة
حين تقوم العلاقات الإنسانية على اساس من الأخلاق الحميدة، والتعامل الحسن مع الآخرين، ينعكس ذلك بشكل إيجابي على الآخرين والمجتمع ما يساعد على تطويره ونهوضه.
ولكن اذا حدث العكس، يؤثر ذلك على المجتمع بشكل سلبي، ما يساعد على تأخره وعدم تطوير الإنسان لشخصيته أو لمجتمعه الصغير والكبير.