يخلط البعض بين مفهوم الرجاء والتمني. فنقول ان الموظف يتمنى الحصول على مكافأة معينة، في الوقت الذي يعتبر هذا رجاء. فيما يرجو أحد الاشخاص الحصول على ثروة بدون تعب وسعي من أجل ذلك، وهو ما يعتبر تمنيا. الخلط بين المفهومين يجعلنا نحاول إلقاء الضوء على كل من التمني والرجاء للتعرف الى الحقيقة وراء كل مفهوم.
ما الفرق بين التمني والرجاء
- التمني مرادف في اللغة العربية يرتبط بالحصول على شيء والرغبة الكاملة في الحصول على ذلك الشيء، لكن دون القيام بالجهد الكافي لتحقيقه، اذ ان الشخص لديه المعرفة الأكيدة بصعوبة تحقيق هذه الأمنية، مثلما يتمنى شخص الحصول على جائزة أو مكافأة في العمل، لكن دون وجود أي دليل واثبات على أحقيته في الحصول على هذه المكافأة أو الجائزة. ومن الممكن أن يكون للتمني معنى آخر للأشياء التي من الصعب على الإنسان تحقيقها، مثل الحصول على ثروة دون وجود مؤهلات للحصول عليها سواء وجوده في وظيفة لن تمكنه من تكوين هذه الثروة، أو تمني فوز فريقه المفضل في كرة القدم، أو تمني الحصول على فتاة دون السعي لفتح حوار معها.
- الرجاء: هو تمني حدوث شيء معين لكن هناك سعي جاد لتحقيقه، فالموظف الذي يتمنى الحصول على ترقية معينة أو مكافأة مادية كبيرة، يقوم بالعمل الجاد وسهر الليالي ومحاولة طرح الكثير من الأفكار التي تعمل على تطوير المؤسسة التي يعمل بها من أجل نيل المكافأة التي يرغب فيها، ولا يكتفي بالأدوار الروتينية التي يؤديها.
دعاء التمني والرجاء
- اللهم بحقك يا كريم وبحمدك يا محمد، حقق يارب حلمي وظني فيك يا رب جميل، فحقق يا إلهي حسن ظني يا رب حقق لنا كل ما تتمناه قلوبنا، عاجلآ غير أجل برحمتك وقدرتك على كل شيء يا أرحم الراحمين يا أكرم الأكرمين، يا رب العالمين إنك على كل شيء قدير، يا رب إنك تقول للشيء كن فيكون.
- يا رب نتوسل إليك أن تقول لأمنياتنا وأحلامنا ودعائنا كوني، اللهم استجب دعائنا وحقق آمالنا ورجائنا وامنياتنا وانصرنا على من ظلمنا وعادانا، اللهم آمين يارب العالمين.
- اللهم بحق العرش ومن علاه وبحق الوحي ومن أوحاه، وبحق النبي ومن نباه، وبحق البيــت ومن بنـاه ويا سامـع كل صـوت، يا جامع كل فـوت، و يا بارئ النفوس بعد الموت، أتاني فرج من عندك بشهادة ان لا إله الا الله وان محمد عبدك ورسولك.
- اللهم يا سميع يا بصير يا من هو على كل شيء قدير يا من كان نعم المجيب لنوح لما دعاه يا ذا الجلال اللهم حقق أمنياتي وبارك اللهم فيها، يا مسبب الأسباب يا مفتح الأبواب يا مجيب الدعوات يا قابل الحاجات يا سامع الأصوات.
- اللهم إني ضيفك و أنت أكرم الاكرمين، فبلغني كل ما أريد فليس ذلك عليك بعزيز.
امثلة عن التمني
- لفظ التمنّي في اللغة العربية هو مفهوم مُرتبط بطلب حصول الشيء المحبوب دون أن يكون لك طمع، وترقّب في حصوله؛ فمن الممكن أن تتمنّى حصولك على جائزة ثمينة على الرّغم من عدم ترقبك للحصول عليها، وذلك لأن الشيء الذي تحبه إن كان قريب الحصول مترقب الوقوع كان ترجّياً، وذلك لأنّ التمنّي يكون لتلك الأشياء التي من غير الممكن أو من الصعب تحقيقها، وأمّا الترجّي فيكون لتلك الأشياء التي من الممكن حصولها، فحين يترجّى الإنسان حصول شيء فإنه في قرارة نفسه يكون موقناً بالحصول عليه يوماً ما، فالتَمَنِّي هو طلبُ حصول الشيءِ الذي يصعب حصوله، أو يستحيل، والتمني لا يكون إلا للمستحيل، أو البعيد عن التحقيق، والمنال، أو تعلُّقُ النفس بالآمال والأَحلام، ويقال هو دائم التمنِّي، ولا يتحقق له كلُّ ما يتمنى وفي البلاغة هو طلب الحصول على البغية التي لا يُرجى تحقيقها.
- علماء اللغة العربية فرقوا بين التمني والرجاء في وجود عامل الكسل بين المفهومين، على اعتبار أن التمني يكون مع الكسل ولا يحاول الفرد بذل أي مجهود لتحقيق ما يتمناه، أما الرجاء فهو طلب الحصول على شيء ما مثل الترقية وقيام الشخص ببذل المجهود حتى يتحقق له المراد.
- الرجاء ظهر في القرآن الكريم في أكثر من موضع، فقد أراد الله عز وجل التأكيد على أن الرجاء ينبغي أن يتبعه المجهود المبذول في سبيل نيل المكافأة في النهاية، والجهد المبذول يكون فى القيام بالطاعات واتباع أوامر ونواهي المولى عز وجل، فقال: يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ، وقال أيضا "وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا"، هذه الآيات توضح الندم الذي يصل به حال الظالم يوم القيامة يوم لا نفع الندم ولا يوجد أي فرصة للرجوع مرة أخرى لتعديل الأوضاع.