نحن نحب أطفالنا، ولكن لا يجب أن لا نسمح لهذا الحب بإفسادهم عبر التدليل الزائد والتعامل معهم بتساهل مفرط، وإنما علينا تربية الطفل على الالتزام وتحمّل المسؤولية، حتى يكون مؤهّلاً للحياة العملية، ويتمكّن من النجاح وتحقيق أهدافه، وإليكِ 4 مهارات أساسية لتعلّمي طفلك الالتزام والمسؤولية..
1- المسؤولية الذاتية
لن يبقى طفلك في أحضانك للأبد، وإنما سريعاً سيحلّ الوقت الذي يخرج فيه إلى الحياة العملية، سواء بالذهاب إلى الجامعة، أو الاستقلال بعد العمل. وبحلول هذا الوقت، يجب أن يكون الشخص مستعدّاً لمواجهة تحدّيات الحياة، وإدارة حياته الخاصة.. أن يكون قادراً على الطهو، تنظيف مكانه، الاهتمام بصحته، حل مشاكله، وإدارة شؤونه المالية.
كل ما سبق لن يكون وليد اليوم، وإنما يحتاج إلى سنوات من تدريب الطفل على الاعتماد على نفسه، ومنحه الاستقلال تدريجياً، مع تعريفه إلى مسؤولية الحرية، والسماح له بالوقوع في الخطأ، وتقديم النصائح له.
2- فهم الذات
عليكِ توجيه نظر الطفل إلى نقاط القوة والضعف في شخصيته، هذا يساعده على فهم ذاته، ومعرفة ميوله وتوجّهاته، وهو ما يساعده على تحديد طموحاته وأهدافه فيما بعد، ويمنحه القدرة على هيكلة حياته، وبناء مستقبله عبر تعزيز نقاط القوة، والعمل على نقاط الضعف في شخصيته.
3- التنظيم الذاتي
في مرحلة ما، سيتعيّن عليكِ الانسحاب تدريجياً من مهمة تنظيم حياة طفلك، ليصبح مسؤولاً عن تنظيم مواعيد النوم والمذاكرة، والتحكّم بساعات استخدام الشاشات.
هذه المرحلة تؤهّل طفلك لاختيار نوعية طعامه، ومدى التزامه الدراسي، والاختيارات الصحية في حياته، ولكن دون قيود، فالطفل ما زال في مرحلة تأهيل، لذا عليكِ الإشراف، ولفت نظره إلى نقاط الضعف بصورة لطيفة، مثلاً عبر سؤاله عن عدد الساعات التي يراها مناسبة لألعاب الفيديو، والثناء على سلوكياته الجيدة التي تظهر التزامه، مثل ذهابه إلى النوم في مواعيد جيدة.
4- الدافع الذاتي
هذه المهارة تعلّم الطفل عدم الانسياق وراء مشاعره دون تفكير، على سبيل المثال طفلك لا يحب أن تتركيه وتذهبي إلى العمل، وضّحي له أن العمل ضروري للحصول على متطلّبات الحياة وتحقيق الطموح، وهذا ما يدفعكِ إلى الذهاب يومياً وعدم الاستسلام لرغبتكِ أنتِ أيضاً في البقاء معه.
وعليكِ مدح الطفل في كل مرة يتغلّب فيها على مشاعره، ويستمد قوة من دافعه الذاتي لإنجاز الأفعال الصحيحة.