نحن نربّي أطفالنا من أجل تهيئتهم ليصبحوا أشخاصاً مستقلين، لهم رؤية حكيمة، ويستطيعون التعامل مع تجارب الحياة والأشخاص بطريقة سليمة.
تنتظرين الوقت الذي تمنحين فيه طفلك مسؤولية اتخاذ قراراته من أجل أن يشعر بالاستقلال، وتشعري أنتِ بأنه أصبح أكثر نضجاً، ولكن قبل تسليم ابنك زمام أموره، عليكِ أولاً تعليمه كيفية اتخاذ القرار السليم، ثم وضعه تحت المراقبة فترة من أجل تقويم أيّ قصور يظهر، ثم يمكنك منحه حرية التحكم في قراراته، وإليكِ 5 طرق لتعليم طفلك كيفية اتخاذ القرارات بطريقة صحيحة..
1- دعيه يعرف أنكِ تؤمنين به
ردّدي على مسامع طفلك جملة "أنا أثق بأنك تستطيع اتخاذ قرار جيد"، قوة الإيمان هائلة، إن كان طفلك يشعر بأنكِ تثقين به، فسوف يفكر في إظهار أدلة كافية على كلامك، كما أنه يعمل على إرضائك وإثبات أنكِ محقة في ثقتك به.
أما عندما تكون لدينا توقعات سلبية عن أطفالنا، ونتوقع لهم أن يفسدوا، فإننا نتغاضى عن الخير في نفوسهم، وهم أيضاً يفعلون ذلك بالتبعية.
2- أعطيه رؤية لمستقبل قراراته
أخبري طفلك دائماً أنه سوف يأتي يوم يكون فيه هو المتحكم في جميع قرارات حياته، هذا يعطي للطفل لمحة عن المستقبل، وأنه سوف يكون قادراً على اتخاذ قراراته.
3- ادرسا إيجابيات وسلبيات القرار
تحدثي مع طفلك عن أهمّية التفكير في سلبيات وإيجابيات أي قرار يكون على وشك اتخاذه، هذا يعلمه كيفية التفكير المنطقي، وأهمّية أن يتروّى قبل اتخاذ قراراته، ويرى كيف أن لكل قرار عواقب سلبية وإيجابية، وكيف يقيّم الوضع ليحدد اختياراته.
هذه الخطوة أيضاً تتضمّن طرح طلب النصيحة من شخص بالغ موثوق به، أو أحد الأصدقاء إن كان عليه اتخاذ قرار مشابه.
4- الخيارات البديلة
هذه خطوة مهمة جداً، وهي وضع خطة بديلة في نهاية الخطة الأصلية، هذا يعلّم طفلك أنه حتى مع التخطيط الجيد فإن النجاح ليس مضموناً دائماً، ولكن مع وقوع أخطاء أو حدوث إخفاقات، قد تكون هذه فرصة لبداية أخرى، هذا يعلّم الطفل أيضاً الاستفادة من أخطائه، وأنه يمكنه أن يكون أكثر قوة وحكمة بسبب هذه الأخطاء، وألا يستسلم أبداً، فدائماً هناك طريقة ما لتحقيق أهدافه.
5- المراجعة
في مرحلة التأهيل ما زالتِ مسؤولة عن دور المتابعة والمراقبة، لذلك فإن عليكِ التحقق من قرارات طفلك قبل تنفيذها، الثناء على القرارات السليمة، وطلب مراجعة القرارات التي تبدو لكِ غير سليمة، ويجب عليكِ مناقشة هذه القرارات بطريقة موضوعية وهادئة، حتى لا يشعر الطفل بأن قراراته مجرد صورة وهمية، أو أنكِ توجّهينه لاتخاذ قرار بعينه.