قد تشعرين بالذنب من عدم قضاء وقت كبير بصحبة أطفالك، ولكن قضاء بعض الوقت حول مائدة الطعام قد يخفّف كثيراً من الشعور بالذنب.
وتناول الطعام بصحبة الأطفال ثلاث مرات أسبوعياً، يتضمّن ذلك وجبة الإفطار والغداء والعطلات الأسبوعية، هو هدف جدير بالاهتمام، حيث يؤثر هذا الأمر على تنشئة أطفال أصحّاء وأسوياء نفسياً وعاطفياً، كما أن هناك العديد من الأسباب العلمية المثبتة بالدراسات التي تحتّم عليكِ إعطاء الأولوية للوجبات العائلية..
1- يقلل من خطر تعاطي المخدرات
السحر الذي يكمن في الوجبات العائلية ليس في تناول الطعام، بل في الحديث والتواصل، والدعم العاطفي الذي يشعر به الطفل، الأمر الذي يبعد عنه شبح الإصابة بالاكتئاب، ومن ثم يقل خطر لجوء الطفل للمخدّرات في مراحل لاحقة من حياته.
ووفقاً للدراسات، فإن المراهقين الذين لا يجلسون إلى مائدة الطعام مع العائلة إلا نادراً، يكونون عرضة لتناول المخدرات بنسبة 1.5% أكثر من أقرانهم الذين يتناولون الوجبات العائلية بانتظام، بمعدل لا يقل عن 3 وجبات أسبوعياً.
2- يحسن التحصيل الدراسي
وجد الباحثون أن المحادثات بين أفراد الأسرة تحسّن المفردات اللغوية للأطفال أكثر من القراءة بصوت عالٍ، وبالطبع فإن الأطفال الذين يتمتعون بحصيلة لغوية عالية، يتمكنون من القراءة مبكراً وبسهولة، ومع نموّ الطفل، تتطوّر مهاراته المعرفية، ما يساعده على التحصيل الأكاديمي بصورة أفضل.
وبالتالي فإن تناول الطعام مع العائلة يعزز التحصيل الدراسي للطفل أكثر من وجوده في المدرسة، أو القيام بالواجبات المنزلية، أو ممارسة الرياضة، أو الفن.
3- يقلل من السمنة واضطرابات الأكل
توفر الوجبات العائلية فرصة للآباء لتنظيم عادات الأكل الصحّية لأطفالهم، ووفقاً للدراسات، فإن الأطفال الذين يتناولون طعامهم مع أسرهم، غالباً ما يتناولون طعاماً صحّياً، وبالتالي يكون أقل عرضة للسمنة واضطرابات الأكل.
4- يزيد من احترام الذات والمرونة
وفقاً لباحثين في علم النفس بجامعة إيموري، فإن الأطفال الذين يتناولون الطعام بصحبة أسرهم بانتظام، يعرفون المزيد عن تاريخهم العائلي عن طريق المحادثات، ما يجعلهم يميلون إلى تقدير أعلى لذاتهم، والتفاعل أفضل مع أقرانهم، وإظهار مرونة في الفكر، والتمكن من مواجهة المواقف الصعبة.