حديث صحيح عن الحلم

حديث صحيح عن الحلم

Passant khalifa by 6 Years Ago


تعريف الحلم في اللغة العربية هو الأناة وضبط النفس أي القدرة على التحكم في مشاعر الغضب والعدائية التي يمكن أن تصيب أي فرد، كما يقصد بالحلم أيضا التحلي بالهدوء والتروي عند مواجهة مواقف تثير الغضب في النفس والتفكير بطريقة عقلانية.


وقد اهتم الدين الإسلامي من خلال رسالته القرآن الكريم وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم على الترسيخ لأهمية أن يحرص المسلم والإنسان بوجه عام على التحلي بهدوء الأخلاق والصبر في مواجهة الشدائد، حيث أنها تساعد على خلق مجتمعات أقل عدائية وأكثر تسامحا.


لذلك نجد أن الآيات التي وصف الله سبحانه وتعالى نفسه فيها بالعفو والرحمة كثيرة في آيات كتابه العزيز، بالإضافة إلى أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام والتي تدعو إلى كظم الغيظ والسيطرة على الغضب والعفو عمن أساء إليك ومسامحته والدعوة إلى اختيار الحلم كرد فعل للمواقف السيئة والتعقل في ردود الأفعال بدلا من التسرع في القول أو الفعل.


ومن أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام في أهمية التحكم في النفس، روّت السيدة عائشة رضيّ الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: "إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يُعطي على العنف، وما لا يُعطَى على ما سواه". رواه مسلم
ويشير الرسول عليه الصلاة والسلام من خلال هذا الحديث أن صفة الرفق والعفو هي في الأساس من صفات الذات الإلهية، فرغم قوة وبأس الله سبحانه وتعالى إلا أنه يرفق بعباده ويعفو عنهم ويرحمهم. ويستدل المسلم من ذلك الحديث أن التحلي بصفات الرفق والعفو والتعاطف مع الآخرين رغم الغضب هي من الخصال المحببة لله جل جلاله وأن يكافيء عباده على رفقهم أكثر من أي صفة أخرى.


وفي فضل الحلم والسيطرة على الغضب، روى معاذ بن أنس الجهني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: "من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه، دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة، حتى يخيره من الحور العين ما شاء". وفي هذا الحديث يؤكد الرسول عليه الصلاة والسلام على أن كظم الغضب رغم المقدرة على الإيذاء أو الإساءة يعد من أهم الفضائل التي يجب أن يتحلى بها المسلم حيث أنه يكون في مقدمة البشر في يوم القيامة ليختار من الحور العين من يشاء، وذلك لأن ضبط النفس ليس من السهولة تحقيقه، ونشره بين البشر يساهم في خلق مجتمعات أكثر تسامحا وسلاما.

 

إضافة التعليقات

.