يقول فرانك سيناترا في أغنيته الشهيرة نيويورك نيويورك: "أغادر الآن، لأبدأ بداية جديدة في المدينة التي لا تنام"، نعم فنيويورك هي مدينة الأحلام لدى الكثيرين، ولدى إيلي صعب شخصياً، الذي افتتح بوتيكه هناك في ماديسون أفينيو، عام 2015، ليمنحنا في هذه المجموعة لخريف وشتاء 2017، التي عُرضت أمس في أسبوع باريس للهوت كوتور، انطباعات عن نيويورك من زوايا مختلفة، يعيد بها صياغة مدينة آفاقُها مشرّعة على الحلم.
لماذا نيويورك ولماذا طبعات الطيور؟
إيلي صعب ياخذنا هنا عبر الزمن، إلى نيويورك في عصرها الذهبي، منتصف القرن الماضي، حيث ناطحاتُ السحاب تعانق الشوارع وضجيجها. حداثة متسارعة الخطوات تنصهرُ فيها حضارات مختلفة تتوق الى الحرية، ووعد بأمل جديد. تناقضٌ بين حضور الطبيعة الهادئ وإيقاع المدينة الحيوي.
المهاجرون من كل مكان، يمزجون الذوق الأوروبي الرفيع، بالروح النيويوركية العصرية. حس الحرية يتجسد في الطيور المهاجرة المحلّقة في كلّ قطع المجموعة واكسسواراتها، والقصات الهندسية تعيدنا بالذاكرة إلى القصّات التي طبعت أسلوب صعب بداية العقد الماضي، مشغولة بحرفية استثنائية ويمّيزها الدرابيه والفرو، وتتوّجها التطريزات الفخمة.
التفاصيل المجسّدة تمنح الهوت كوتور بعداً جديداً
أكتاف دائرية وتنانير واسعة بخفّة وأحجام متنوّعة، تتّخذ ألواناً متباينة من الورود والخوخ وظلال الياسمين والبيج والأزرق والنيلي والأسود، وترسم حدود المدينة في لوحة سوريالية يلفّها الغموض، ثم تنتقل بنا إلى نيويورك المشمسة، وحدائقها الجميلة، في تفاصيل ثلاثية الأبعاد، جعلت الحلم مجسّداً وملموساً، سنرى نيويورك في الصباح بورودها وطيورها وشمسها، وسنراها في المساء بطبعاتها الصاخبة، وموسيقى البلوز تصدح في الأنحاء، بفساتين المخمل اللامع، والدانتيل المثير، مع تطاريز الكريستال المتوهج، كما سنرى أبنيتها التي تتصاعد بسرعة صارخة لتصل عنان السماء، في التفاصيل الهندسية المجسّدة، والأكسسوارات المبتكرة.
الفتيات الصغيرات يضفن الجمال والسحر للمجموعة
يمنح إيلي صعب الفتيات الصغيرات أناقة الهوت كوتور بطريقة في غاية السحر، فساتين ناضجة راقية مثل الكبيرات، لكن بلمسة بريئة محبّبة وقعنا فوراً في غرامها، نيويورك لا تعرف سنّاً ولا عرقاً ولا جنسية، من حق الجميع فيها التأنق والظهور بأجمل طلة، وإن كانت هي الحلم، فالأطفال في نظر إيلي صعب هم المستقبل الجميل الذي ينتظرنا بعد تحقيقه.