قال كارل لاغرفيلد قبل ليلة من عرضه للربيع المقبل لدار شانيل الذي جرى ضمن فعاليات أسبوع الموضة في باريس: "بعد أن قدمت عرض السوبرماركت، أحب فكرة أن الناس يعتبرونني مجنونًا"، و لذا ليس مستغربًا أن نراه قد بنى لهذا الموسم "بوليفار شانيل": وهو عبارة عن شارع فرنسي من الإسمنت مع أبنية بالحجم الحقيقي تلوح في الأفق فوق الأرصفة.
إنه المصمم ذو المخيلة الأوسع على الأرجح في عالم الموضة، والذي أطلق أمس تسعين عارضة أزياء في الشارع ليخلقن أجواءً من الفوضى الكادحة على شكل اعتصام لافت يناصر المرأة من خلال شعارات كثيرة حملتها العارضات خلال العرض كتب عليها جمل مثل: "النساء أولًا" و "ناشطة في الحركة النسائية و لكن مفعمة بالأنوثة" و "اصنعوا موضة بدلًا من الحرب" و "التاريخ هو قصتها".
فلا علامة باستطاعتها أن تقلب عرض الأزياء الى تظاهرة مميزة مليئة بالنجمات مثل شانيل . فمرة جديدة أثبت لاغرفيلد بأنه ملك عروض الأزياء، و هذه المرة مزج اثنين من الامور المفضلة لدينا: الموضة و الحركة النسائية. و لكن دعونا لا نتغاضى عن المتظاهرات! فليس مستغربًا أن تختار شانيل أهم عارضات الأزياء العالميات، و لكن هذا الجيش أكثر إثارة للإعجاب من أي وقت مضى، فكل العارضات ظهرن على هذا المدرج من كيندل جينر الى جورجيا ماي جاغير و جوان سمولز و أغنى عارضة في العالم جيزيل بوندشين و بالطبع ملهمة لاغرفيلد Cara Delevingne و غيرهن كثيرات. كارا، التي نعتت كارل بأنه الأب الروحي لها في السابق، قادت الحركة النسائية و هي تصرخ مرددة: "ماذا نريد؟" من خلال مكبر صوت مبطن رائع من شانيل.
في هذا السياق، يسعنا أن نرى بوضوح أن المصمم بذل جهدًا جبارًا كالعادة ليكون عرض شانيل هو حديث شارع الموضة على كافة الصعد، إن من ناحية الديكورات الى الصف الأول من الجمهور المليء بالنجوم (نواعم التقت بوالدة كيم كارداشيان كريس جينر والممثلة رزان الجمّال أثناء حضورها العرض)، الى جانب الملابس الخلابة. فقد رأينا الكثير من بذلات التويد الرائعة التي جاءت بوفرة كالعادة، الى جانب سراويل التويد الواسعة عند القدمين والتنانير القصيرة البنفسجية، والفساتين على شكل كارديغان وفساتين كوكتيل تشبه بأنسجتها الموزاييك بمجموعة متنوعة من الألوان الزاهية.
إحدى العارضات أطلت بفستان بلون الفولاذ الملون طرز بأزهار صغيرة. هذه التطريزات تشبه الأرصفة لأن المجموعة تعكس الشارع و تجسد الحياة الحقيقية. إنها ملابس لكل فتاة وامرأة. هذا يعني أننا رأينا سترات طويلة وأعمالًا ترقيعية من الأورغانزا بالأبيض و الأسود. رصدنا أيضًا دانتيل وكسرات بالأبيض و الأسود تشبه لوحة مفاتيح البيانو.
إنها بحق مجموعة تحمل في طياتها معالم الأنوثة الرائعة و تترادف مع قوة المرأة بكافة مواصفاتها و لا تعبّر سوى عن أن إبداع لاغرفيلد لا ينضب!