لميس ضيف، كاتبة وإعلامية بحرينيّة، تكتب وتُحاضر في الشأن السياسي والوطني ولها مقالات اجتماعية وساخرة لاذعة. استكتبتها عدة صحف خليجية ولها عمود واسع الإنتشار في صحيفة «اليوم» السعودية، في حين نالت شهرة واسعة من خلال برنامجها «ملفات محظورة» الذي تطرّقت فيه لقضايا إجتماعيّة، نسائية، سياسيّة متعدّدة في دول الخليج. حصلت لميس ضيف على عدة جوائز ومنها؛ جائزة أفضل تحقيق صحفي في مهرجان الأيام الدولي سنة 2004، جائزة التميز الصحفي لعام 2008 من قبل مؤتمر المرأة الإقليمي الثاني، كما كرّمها الإتحاد النسائي في يوم المرأة العالمي كأفضل كاتبة بحرينية لعام 2009.
نواعم إلتقت بلميس، التي حضرت إلى بيروت للمشاركة في منتدى المرأة والمستقبل، وقد تحدّثت عن مشاركتها في ندوات المنتدى معلنةً عن سعادتها باللقاء بكوكبة من النساء العربيّات البارزات في مجالات متعدّدة، وهي فخورة بدعوة العرب لبعضهم البعض للمشاركة في الندوات، إذ أنّ الدعم للثورات والتغيير يكون من خلال التشجيع الداخلي والتداول بالقضايا المشتركة، وقد نوّهت بأنّ البحرين هي الدولة الخليجيّة الوحيدة التي قامت بحركات تغيير إجتماعية ولكنّها لتم تحظى بالدعم والإنتشار كباقي الثورات العربيّة، وذلك بسبب تخوّف البعض من المصالح المشتركة بين الدول المنتجة والمصدّرة للنفط.
وفي سؤالٍ حول دعوتها، كممثّل للشعب والشارع البحرينيّ وليس للسلطة قالت: «هذه المرّة الأولى التي تتمّ فيها دعوة أحد الداعين إلى التغيير ممثلاً الشعب لا السلطة، وهذا إن دلّ على شيء، فعلى مساهمة الثورات في تعديل وتغيير المفاهيم السائدة، والخائف اليوم في التعبير عن رأيه أصبح أكثر شجاعةً، وصاحب القيم المزدوجة بدأ يوحّد قيمه، وقد بدأنا نرى الحق والحقيقة، وأنا مؤمنة أنّه وبعد سنوات سنصل إلى التغيير الذي نطمح إليه من خلال الربيع العربي».
في سياق الحديث عن الربيع العربيّ، سألنا ضيف عن «ربيع المرأة العربيّة»، وكان ردّها بأنّ الحقوق في العديد من الدول، وفي أوقات الحرب والثورات، هي معدومة للرجل والمرأة، وتكون أشد إنعداماً لدى المرأة، أمّا في أوقات السلم فنتحدث دائماً عن حقوق المرأة المهدورة، وربيع المرأة هو جزءٌ لا يتجزّأ من الربيع العربيّ، وهناك نضال وسعي إلى للحصول على هذه الحقوق. وفيما يتعلّق بمفهوم العالم العربيّ المثاليّ، علّقت لميس ضيف قائلة «كارل ماركس تحدّث في كتابٍ له عن آنية الثورة، وقال أنّه وفي فترات متباعدة تهبّ ثورات لتغيّر في خارطة العالم، وها نحن اليوم نعيش آنية الثورة التي تحرّرنا من الإقطاعيّات وتنقلنا إلى دولة مؤسسات والغد أجمل بإذن الله».
حول أوضاع المرأة الخليجيّة ولا سيّما البحرينيّة وموقفها من الثورة، علّقت ضيف قائلة «إن الرأة الخليجية بذكائها وثقافتها وإدراكها يمكن أن تحدث وتقود ثورةً لو أرادت. ولطالما كانت المرأة البحرينيّة في الصفوف الأمامية للثورة، وفي وقتٍ إبتعد فيه الرجال وفضلوا التراجع، أقدمت وتابعت، ولا بدّ أن نتذكّر شهيدة البحرين الأولى بهية العرادي التي دفعت حياتها ثمناً لشجاعتها وثورتها، وهي مثال المرأة البحرينيّة التي تشارك في الثورات والحركات الإجتماعيّة».
ومن خلال نواعم، توجّهت لميس ضيف برسالة إلى جميع النساء الخليجيّات، قالت فيها «لا تتمرّدي على دور الضحية، نحن اليوم الأغلبية العددية إلى متى ستبقين على الهامش؟ المرأة الخليجيّة تصنع الثورة، وحان الوقت أن نكون مكان الرجل ونقود الثورة ودولنا نحو ربيعٍ عربيّ ومستقبل أفضل».