
يزيد وزن الأم الحامل بوضوح في الثلث الأخير من الحمل، ولذلك عليك المداومة على التمارين الرياضية والحرص على تناول الوجبات المغذية.
وقد تجدين صعوبة في النوم نظراً لحركة طفلك. وركلاته القوية المتلاحقة قد يُبقيك مستيقظة طوال الليل، الأمر الذي يزيد تفاقم ظاهرة «دماغ الحمل»pregnancy brain، حيث تؤدّي قلة النوم إلى انخفاض مستوى الذاكرة وتدنّي معدل التركيز.
يبدأ طفلك هذا الشهر باتباع جدول منتظم للنوم. فما هي التغيّرات الأخرى التي تطرأ عليك وعلى طفلك في هذا الشهر؟
طفلك ينمو جيداً
يزن طفلك الآن قرابة 0.9 كلغ. ويتطوّر دماغه ويكبر حجمه. ويمكن لطفلك الآن فتح عينيه كما يدير رأسه نحو أيّ مصدر للضوء البرّاق. تتبرعم أظافر أصابعه، وتبدأ الطبقات الدهنية بالتكوّن مع استعداد الطفل للحياة خارج الرحم، فيما ينتظم تنفس الرئتين عند الطفل فيساعد ذلك على انتظام جدول النوم والاستيقاظ.
يستمر وزن طفلك بالازدياد، وحتى الأسبوع السابع والثلاثين للحمل، سيزداد وزن طفلك بمعدل 200 غرام أسبوعياً. ولأن حجم طفلك قد زاد، فإن أي حركة بسيطة يقوم بها تُشعرك بأنه يقوم بركلك. لكن خلال هذا الشهرقد تتغير حركات طفلك فتبدو أقل تكراراً وقوة لأنه يضيق بالمساحة المتاحة له في الرحم. يستمر دماغه بالتوسع والتطور فهو يستطيع الآن تنظيم حرارة جسمه. تبدأ الخلايا العصبية لطفلك بالتطور لتتحول إلى مناطق فريدة تتحكم في مختلف جوانب حياته مثل الذاكرة والتوافق العضلي والعصبي وغيرها. وغالباً ما تقترب رئتا الطفل وجهازه الهضمي من النضوج في هذا الوقت، ومن المحتمل أن يفتح ويغمض عينيه لفترة الآن، ويمكنه أن يرى ما في داخلك.
انتبهي إلى زيادة الوزن
من الآن وصاعداً يبدأ نشاط معظم النساء بالتباطؤ وهذا أمر طبيعي. فأنت تحملين وزناً زائداً وقد يجعل هذا أي نشاط جسدي مرهقاً أكثر من العادة. استجيبي لحاجات جسمك. لا بأس في تغيير نمط حياتك من أجل أخذ قسط من الراحة.
قد تلاحظين أيضاً انتفاخاً في الأوردة، إذ يزداد حجم الأوردة لتتكيّف مع ارتفاع معدل جريان الدم. وتصبح ظاهرة لك وأشبه بخطوط زرقاء أو حمراء تحت الجلد وخاصة على ساقيك وعقبيك. انتفاخ الأوردة يمكن أن يظهر لأول مرة خلال الحمل وعادة ما يكون هذا في الثلث الأخير من الحمل. قد يكون انتفاخ الأوردة مؤلماً أو يسبب الحكة.
حافظي على جريان دمك وذلك بأن تحاولي ألا تقفي لفترات طويلة وألا تطيلي جلوسك بوضعية واحدة، واستخدمي مسنداً لساقيك كلما تسنّى لك المجال. جرّبي النوم على جانبك الأيسر وهذا أفضل للدورة الدموية. تجنبي رفع الأشياء الثقيلة. مارسي المشي وتجنّبي الثياب الضيقة. قد تعانين أيضاً من البواسير والإمساك.
ابتداءً من الآن تصبح أيامك حافلة بالاستعدادات لقدوم طفلك وقد تجدين نفسك بحاجة إلى مزيد من الوقت لوضع لوائح لما عليك فعله وقد تبدو الطاقة التي كنت تشعرين بها خلال الثلث الثاني من الحمل قد تبدّدت فجسمك يحمل وزناً زائداً، كما أن رحمك المتوسعة تفرض ضغطاً إضافياً على الأعضاء الأخرى في جسمك وأجهزته، وهذا ما سيسبّب لك الشعور بالتعب. وتستمر الهرمونات في جعل الأنسجة الرابطة أكثر مرونة وليونة في جسمك لتستعدي للإنجاب. قد تشعرين بألم في الورك مرجح أن يكون على جانب واحد بالإضافة إلى ألم في أسفل الظهر بسبب توسّع الرحم.
وتعد زيادة الوزن بمعدل 450 غراماً أمراً طبيعياً للغاية أثناء الأشهر الثلاثة الأخيرة. تبلغ احتياجات الطفل من المواد الغذائية أعلى مستوياتها في المرحلة الأخيرة قبل الولادة.
لا تجهدي نفسك
أصبح شعرك أكثر كثافة وأفضل شكلا ًمن أي وقت سابق. يمكنك أن تشكري الحمل والهرمونات المرافقة له وارتفاع كمية الدم لهذا التحسن بنمو شعرك.
إلى أن ينزل الطفل إلى الحوض، قد تشعرين بضيق في التنفس. والسبب في ذلك، هو نمو حجم الرحم كثيراً وضغطها على الحجاب الحاجز، وهو العضلة الكبيرة المسطحة التي تساعد على التنفس. يفيدك الاسترخاء في هذه الحالة، لذا حاولي الحصول على أكبر قدر ممكن من الراحة. وتجنبي رفع الأشياء الثقيلة إذ إن الكثير من النساء يعانين من ألم العصب الوركي مع تقدم الحمل، فانتبهي من ذلك.
قد يستمر ثدياك بالتضخم، الناتج الغدد المدرّة للحليب وزيادة كمية الدم. قريباً سيبدأ الثديان بتسريب اللبأ (أول نتاج الحليب للأطفال الرضع)، هذا إن لم يكن بدأ من قبل. وقد لا يتسرب مطلقاً قبل الإنجاب وهذا أيضاً طبيعي. قد تلاحظين أن بشرة بطنك جافة وتسبّب لك الحكاك جراء تمدّد الجلد، رطبي هذه المنطقة دائماً. وتبدأ سرة البطن في البروز بسبب الضغط المستمر الناجم عن تمدد الرحم.